26-01-2011 05:53 AM
من المهم أحيانا أن تعاين المكان على حقيقته، لا أن تكتفي بالنظر من خلال نافذة السيارة المكيفة.. في هذا اليوم قررت التجول في شوارع هذة المدينة الرائعة.
منهاتن .. هذه المدينة المزدحمة التي تفوح منها رائحة المال والاعمال حيث تعتبر منهاتن من الاحياء الخمسة المهمة في نيويورك، والتي تقع في مصب نهر هدسون. أهميتها كمدينة تجارية لم تخلع عنها سحرها الأخاذ الذي يشدك بقوة لمتابعة ادق تفاصيل ممراتها المكتظة وكأنك في جولة في احدى ضواحي باريس العريقة.
بالقرب من سنترال بارك اكبر حدائق العالم واجملها كانت تقف فتاة تقارب العشرين من عمرها، ورغم تحفظي الشديد باتجاه الحسناوات، الا اني لم املك الا ان اتابع عن كثب هذه الصهباء ذات الملامح الهليوودية الفاتنة.. تبدو فقيرة جدا، فهي لا تكاد تلبس شيئا، (اسعار القماش مرتفعة جدا في منهاتن).. على اي حال فان اكثر ما شدني اليها هو عاطفتها الحميمة لاولادها التوأم، فقد كانت تضمهما الي صدرها ملفوفين بقطعة قماش ناعمة لا تكاد تخفي ملامحهما البريئة الطرية.. كان التوأم يتقافزان مع مشيتها بتناغم كما لو كانا يعزفان سيمفونية شهيرة.
فجرت فيّ هذه الام مشاعر الابوة من جديد، واصابني من فرط العاطفة بركان سال في أودية العروق الساكنة، وقد داعب في مزيدا من الذكريات. قدماي تقتلاني من الالم.. لو عرفت أني سأمر من هنا لأحسنت هندامي أكثر.. كان لا بد أن أتذكر أن هناك مدرسة ثانوية للبنات هنا.. ليس مهما على كل حال، لا أعتقد أن حذائي المفتوق قد بدا لإحداهن بعد.
أليس غريبا أن تعاين زيادة ملحوظة في عدد القطط في عمان.. يقولون إن هناك أزمة اقتصادية، وإن الناس لا توفر حاجتها اليومية من تكاليف.. الإعلام لا يتمتع بالشفافية كما يقال، فطالما أن القطط في زيادة، فذلك يدل على توفر حصتها من بقايا الدجاج وعلب السردين شبه الفارغة.. هذه حقيقة يجب أن يعترف بها العمانيّون، فحالة الترف التي يتمتعون بها، خصوصا في الاعياد والمناسبات الرسمية حين تجتمع العائلة حول ثلاث او أربع دجاجات عارية وتمتعهم برقصة من المؤشرات الصارخة على حالتهم المترفة فعلا..
لا يمكن أن تصدق كل ما يقال وتتغافل عما يدلل عليه واقع حال القطط.
اااه .. منهاتن مدينة رائعة فعلا .. !!!!
Iha_jo@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-01-2011 05:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |