26-04-2018 10:03 AM
بقلم : د. ضيف الله الحديثات
هو السيف والدرع والقلم، والمجد والعز والامل، هو الذي رسم حدود الوطن في وجدان اصحاب الجباه السمر والهامات العالية، وخط ابجديات الكرامة والكبرياء وحب الاردن، في ضمير حملة التاج، وترجم معاني التحدي في عيون الصغار والكبار،عندما يقف امام العلم كل يوم ويردد "خافق في المعالي والمنى ، عربي الظلال والسنا، ويردد ايضا عاش المليك ...ساميا مقامه .
غرس قواعد التطور والنماء، فانتج الطبيب والمهندس والقاضي والحاضر والمستقبل، نعم المعلم الاردني الذي نفاخر به الدنيا، هو السفير الامين الذي مد جسور العلم والثقافة، وانبت بذور العلم في ديار الاشقاء والاصدقاء، فتفوق على اقرانه من الدول العربية، واصبحنا نرفع الرأس به عاليا ونقول "هاذول احنا "
المعلم الاردني يستحق الف "تعظيم سلام" ولن نوفه حقه، لأنه علمنا ان الوطن لا يقبل القسمة ولا البدل، لكنه رغم هذا وذاك فانه اليوم في حيرة من امره، في ظل مستجدات وتطورات لا تخدم الحس الوطني والنهج السليم والثقة المتبادلة، وغياب الفهم الحقيقي للمعطيات الميدانية التي تفرض نفسها على الواقع التعليمي في المكان والزمان، وفي جميع انحاء المملكة، ومن هنا فاننا نستنتج ان وزير التربية ماتزال الصورة التي امامه ضبابية، عن البيئة الدراسية التي يعيش فيها المعلم في صبحا وصبحية والقويرة والنقيرة والنقوبة، بالاضافة الى تذبذب مستوى الفهم بين طالب واخر، في عمان وذيبان وارجاء الوطن كافة ..
صديقي الدكتور عمر الرزاز، البصة التي تريدها من المعلم "نرفضها" لانها على الة خرساء، نريدك ان تعمل على ان تكون البصمة الحقيقية للمعلم، تنطبع على جدران الاردن من خلال انتاج جيل قادر على السير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، فاعلم ان المعلم لا يعمل على "كاش في سوبرماركت" او حارس عمارة، فاذا كان محور المعادلة الطالب والارتقاء به، كان حري بكم ان ترسموا وتحفزوا وتعاقبوا وتراقبوا مدخلات ومخرجات التعليم، فالمعلم المجتهد والذي يرتقي بمستوى الطلبة، او ترتفع نسب النجاح عنده في الثانوية العامة هنا يكافئ ماديا ومعنويا وعكس ذلك يعاقب .
عنوان الخلاف بين وزير التربية والتعليم، وجيش القلم والقرطاس "البصمة" ونظام ديوان الخدمة المدنية الجديد، هذا النظام الذي يخضع للمزاجية في التقييم، وعليه يبنى مستقبل المعلم الوظيفي، لذا يجب اعادة النظر والمزيد من الدراسة والتمحيص، لبعض القرارات المتسرعة، والتوجه لكوادر الوزارة لطرح التعليمات الجديدة، على طاولة الحوار والبحث مع المعلم ونقابته، والاطلاع على السلبيات والايجابيات وعمل دراسة استبيانية توضح معالم الطريق، قبل الدخول في مغامرات غير محسوبة النتائج .
معالي الوزير نحن لا نريد المعلم متواجد في الغرفة الصفية "خفاره" جسد بلا روح، من اجل ان لا يحسم عليه قرش او دينار، سيدي الرزاز نريد المعلم اب وام، لا يهدأ لهم بال ولا يستقر لهم حال الا اذا قدموا وجبة دسمة يومية من العلم والعرفة، نريدهم المعلمة عائشة التي تستمر مع طالباتها بعد انتهاء الحصة الاخيرة لتقدم المزيد والمزيد من الفهم، والمعلم سلطان الذي يعود في فترة المساء ويعطي دروسا مجانية.