حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12064

الحياة و الفن و التعليم

الحياة و الفن و التعليم

الحياة و الفن و التعليم

28-04-2018 09:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سعيد ذياب سليم
هل يمكنك تصوّر إبريل دون ألوان ربيعه؟ شجر بلا خضرة، وسماء بلا زرقة، ودحنونه بلا حمرته و خجله الرقيق، هل يمكنك تصوّره دون زقزقة طيوره الصباحية، وشجره بلا حفيف و مياه جداوله بلا خرير؟ هل يمكنك أن تعيش الحياة دون ألوانها و موسيقاها؟ كيف تكون لو كانت كذلك و ما نفع الحواس؟ ألن تكون الحياة مملة قاتمة كئيبة؟
إن ما نراه ونلمسه و نعيشه هو ما تهبه لنا الحياة، وما ينتج عن تفاعلنا مع مفرداتها، لنحمل في بنيتنا أثر ذلك وجدانيا و اجتماعيا ونفسيا، ويجعل للحياة معنى ، ويزيد من عمق فهمنا لها، وإحساسنا بها، وتعلقنا بقيمها، ثم نترجم ذلك عمليا لتحقيق أهدافنا.
الإنسان كائن مقلد بطبعه، يسمع أعذب ألحان الطبيعة، فيصنع منها مقطوعة موسيقية، تهتز لها القلوب طربا ، فرحا أو حزنا، يرى مرور المواسم، فيستخلص من الغروب لونه الدامي، و من الحزن سواده و من النفس قلقها، ويمزجها في لوحة قد تسمعها لو شاهدت لوحة "إدفارد مونك" "الصرخة" .
لا يخفى عليك دور الفن في الحياة ، فما دوره في التعليم؟ و كيف يساهم التعليم في الكشف عن المواهب و صنع ذلك الانسان الذوّاقة ؟
كيف نساعد الطالب ؟ في الانتقال بين، حصص الفيزياء والكيمياء و الرياضيات و قواعد اللغة العربية والانجليزية ، ليتابع قصص العلماء "أرخميدس" و "فيثاغورس" و "اسحق نيوتن" و اللغويين و النحاة من أمثال أبو الأسود الدؤلي وغيره من الأدباء و الشعراء .
يعيش الطالب في حيز يملأه رموز رياضية وكيميائية و قوانين فيزيائية تخلو من البهجة و الخفة، تبعد عن العاطفة إلا بعض مقطوعات أدبية تبدو كالواحة و سط صحراء اليوم الدراسي ، يستظل الطالب بها من الرمضاء ، فلا دروس في الموسيقى، ولا في الفن التشكيلي أو المسرح و السينما و صناعتها.
نعلمهم القراءة لكن هل نعلمهم الاستمتاع بها؟ هل يمارسونها إلقاء و إنشادا و تمثيلا؟ متى وكيف يتعلمون سبر عواطفهم و اكتشافها و التعبير عنها و تهذيبها؟
الفن وسيلة لتنمية شخصية الطالب، في مختلف المراحل الدراسية، و من خلاله يستطيع التعبير عن آرائه، و تقديم نقد بنّاء لما يرى و يسمع و يحيى، بين ابتسامة و دمعة ، عن طريق جملة تمثيلية على خشبة المسرح ، أو لوحة تعبيرية تارة و واقعية أخرى، أو كتابة ابداعية، بين الشعر و النثر والقصة، لا يتوقف ذلك عند مرحلة الطفولة، بل يتجاوزه إلى المرحلة الجامعية، ولنا في المسرح الجامعي و نادي السينما خير مثال.
تسمع صدى أصواتهم يحتفلون بنهاية العام الدراسي، يعقدون حلقات الدبكة، يعبرون بها عن فرحتهم ، يستعرضون مهاراتهم ، ربما هي من المناسبات النادرة التي يعيشون فيها الحياة ، يغنون بأصواتهم الفتية التي تنطلق كالمارد من قمقمه، يتصيدون المناسبات التي تتخذ طابعا احتفاليا، تبهرنا مواهبهم، في العزف على آلاتهم الموسيقية، و أصواتهم الشجية.
لن نصنع الفنان دون موهبته، لكننا نصنع إنسانا يستطيع تذوق الحياة، و الاحساس بجمالها المادي و الروحي، ليصقل بذلك سلوكه مع الآخرين، و يعمر الأرض بما تقتضيه الحكمة، يخالط الناس بأجمل الطرق و يخاطبهم بأعذب الحديث، فأين تلك البرامج؟ التي تكتشف مواهب الطلبة و تعتني بها و تنميها، تلك البرامج الجادة التي تخرج انسانا بروح شفافة يحترم الحياة ويعيشها بشغف فنان.








طباعة
  • المشاهدات: 12064
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم