حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,22 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9757

الموت السريري للإقتصاد

الموت السريري للإقتصاد

الموت السريري للإقتصاد

01-05-2018 09:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فراس الطلافحة
كنت قد قرأت في السابق قصة لفتاة في العشرين من العمر أصيبت في نوبة قلبية حادة فقدت الوعي ولم ينفع مع حالتها الصدمات الكهربائية أو دعوات والدتها لإنعاش القلب والذي بدأت نبضاته في التلاشي فلقد دخلت في مراحل الموت الأولى وتزامنت حدوث حالتها مع وجود جراح شاب تخرج حديثا من الجامعة ويعمل كمتدرب في المستشفى فلاحت في خاطره فكرة أن يقوم بشق صدر الفتاة بدون تخدير أو بنج وقام بهز القلب وتحريكه بيده عدة مرات لتحدث المعجزة والمفاجأة ليعود القلب كما كان ويتدفق الدم من خلاله ليصل إلى الدماغ وباقي أعضاء الجسم وتعود الفتاة للحياة من جديد .

ما زلت أذكر جيداً تصريح رئيس وزراء الأردن الأسبق عبد الرؤوف الروابدة في عام 1999 حين قال : الإقتصاد الأردني في غرفة الإنعاش بمعنى يحتضر ولقد قامت الدنيا ولم تقعد عليه في حينه على تصريحه المحبط الأمر الذي جعله يتلاعب بالألفاظ ويحور المعنى عن مقصده الأصلي ليقول : نعم هو في غرفة الإنعاش بمعنى يتعافى كالمريض الذي تجرى له عملية ويوضع في الإنعاش ليسترد عافيته ولكن نحن جميعا كنا نعلم أن ذلك لم يكن مقصده ولنتأكد من ذلك بعد تسعة عشر عاما وهو مانعانيه الآن وما وصلنا إليه بفعل الإجراءات الحكومية والخصخصة وعدم اقامة المشاريع التنموية وكل ما يساهم بصناعة اقتصاد قوي

في كل صباح اصحو فيه أتوجه في الشكر وأحمد الله سبحانه وتعالى أننا ما زلنا بخير ولم تعلن للآن الدولة إفلاسها ولم يسقط الدينار وهذا ما لا يتمناه أحد ولكن السؤال الأهم الأن إلى متى ستبقى الدولة صامدة مع ما نشاهده ونطالعه كل يوم من تعثر الكثير من الشركات وإعلان إفلاسها وهروب الكثير من المستثمرين إلى خارج الأردن بالإضافه إلى سقوط الطبقة الوسطى والتي كانت تساهم في الإستقرار الإقتصادي وحركة النقود وتداولها بين الناس .

في الأردن الآن حالة من السخط والتذمر الواضح من قبل المواطنين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والذين يجمعون جميعهم على عدم مقدرتهم في الإيفاء بمستلزمات بيوتهم ومصاريف محلاتهم مع هذا الغلاء وتآكل وتدني الرواتب لأسباب كثيرة لا يمكن حصرها كان التخبط الحكومي وقلة الوعي الإقتصادي السبب الرئيسي بها الأمر الذي ينذر بوجود خطر حقيقي يهدد الأمن الاقتصادي الأردني وما يتبعه من أخطار أخلاقية وانتشار للجريمة .

حالة الإقتصاد الأردني الأن تشبه الحال الذي كانت عليه الفتاة التي ذكرتها في بداية المقال لن ينفع معه دعاء ولا استجداء أو عويل ولن ينفع معه خطط خمسية أو عشرية أو لجان واجتماعات , هو بحاجة لطبيب جريئ متمكن يرى الوضع الإقتصادي من الأعلى ولا يستعمل البنج الموضعي أو التخدير العام بل يشرع فوراً بشق الصدر لعل وعسى أن يكون هناك أمل ويتدفق الدم من خلال شرايينه ليوضع في غرفة الإنعاش لينتعش ويعود إلى قيد الحياة .








طباعة
  • المشاهدات: 9757
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم