12-05-2018 03:20 PM
بقلم : منور أحمد الدباس
انا لست من جماعة الإخوان المسلمين ، ولا انتسبت لهم لا في الماضي ولا في الحاضر ، والله على ما اقول شهيد ، لكنني اميل اليهم ،واختلف مع بعضهم ، فنهجهم الدعوه الإسلاميه ، ويثرون الساحه السياسيه في الوطن ، والجماعه وحزبهم بحجمه وتنظيمه وخبراته لا يوازيه حزب آخر في الوطن ، ومن يخالف ذلك فهو حاقد متعصب لا يقبل الأخر ، ويشجع سياسةالإقصاء .
إن اخفاق الإخوان في انتخابات نقابة المهندسين في القائمه البيضاء التي جرت قبل أيام ، وتحقيق قائمة نمو التي يغلب عليها العلمانيه نجاحا قد عكس وبشكل لا يخفى على احد الحقد الدفين الذي كان يخفيه العلمانيون من نقابيين وغير نقابيين ، من داخل النقبات او من خارجها ، وبعض الأحزاب التي ولأئها خارج الوطن ، من الذين يتصيدون الفرص الرخيصه كعادتهم ، وقد بان كل شيء على حقيقته ، ونحن نعلم بأن بعضهم من اعلاميين او قامات مستهلكه شعبيا ، قد تعدوا وبشكل يدعوا للريبه والخجل معا ، فالإخوان هم اردنيون ، ومنافسيهم هم اردنيون ، وكلهم مجتمعين إخوة لنا في الوطن ، والكل يعمل من أجل خدمة الوطن والذود عنه بكل مانملك ، فلماذا اذا هذا التعدي غير المقبول على جماعة الإخوان من قبل الذين تنقصهم العقلانيه والحاقدين على الإسلام ؟!!! هؤلاء وجدوها فرصه لم تتوفر لهم منذ عقود من عمر النقابات الأردنيه التي نعتز بها ونفتخر .
نحن دائما نعتبر بأن النقابات هي "مخ الوطن" ومنتسبيها هم من خيرة الخيره ،والتي هي ركن كبير ومميز ومهم من مكونات الوطن ونحن نجل ونحترم كل النقابات التي تهتم وتخدم منتسبيها ويكون ولائها للشعب والوطن وقيادته الهاشميه المظفره .
لكن هناك من يطل علينا بين الحين والحين ، من يصطاد في الماء العكر وكما يقال "اذا طاح الجمل كثرت السكاكين " ويوظف قلمه لغرض في نفس يعقوب ، أو للتكسب المعنوي على حساب الآخرين ، وعلى حساب اثارة الفتن داخل الوطن ، لكن هذا لم يحصل بحول الله تعالى ، ثم بحكمة وحضارية إخوتنا في النقابات ، حيث عرف عنهم منذ القدم التسامح والإعتدال ونزاهة وشفافية الإنتخابات في نقاباتهم .
الإخوان المسلمون في وطني ليسوا غرباء ، وهم اخواننا من ابناء جلدتنا إما أخو او صديق او قريب او جار عزيز ، الإخوان كانوا ولا زالوا عمودا مهما من اعمدة الوطن ، حيث خاطبهم عليه رحمة الله الملك الحسين قائلا " أنتم جزء من النظام " ، ولا يعني إن اختلفت الحكومه معهم في الرأي بأنهم اصبحوا بين عشية وضحاحا عند قصارالنظرعدوا لدودا وخصما للدوله والشعب ، ويهاجمونهم اعلاميا بلا هواده ولا رحمه أو حياء ، ولا يضعوا مخافة الله امام اعينهم .
اذا كانت الدوله بمكوناتها قد سكتت ، واسكتت الجمعيه المرخصه ، التي خرجت من رحم الجمعيه الأم ، والتزم الجميع بالتهدئه طويلة الأمد ، وقرر الإخوان أن يشتركوا في الإنتخابات البلديه والمركزيه ، وهم يعلمون علم اليقين بأنهم لم يحصلوا على نتائج مرضيه ومميزه ، لكن أن يجنحوا للخط العقلاني ، ويستفيدوا من اخطائهم في الماضي ، و يعرّفون من لا يعرف بحسهم الوطني ، وولائهم المطلق للقياده الهاشميه ، المظفره بحول الله تعالى ، وانا لا ازكي العموم فردا فردا ، والذي اجبرهم على الإنخراط في الإنتخابات انحيازهم للوطن ، وهم في حالة ضعف شديد ، وليسوا كما كانوا من قبل في الزمن الوردي ، وهذا لا يعني انهم انتهوا ولم تقم لهم قائمه، فجماعة الإخوان تتعرض لأزمات داخليه وهجوم إعلامي بشع ، لكنها تستريح وتتنفس الصعداء ، ثم تعود أقوى مما كانت بكثير ، وهذا محصل لها اكثر من مره في الماضي .
المشهد العربي والإسلامي والعالمي سادتي الكرام مضمونه موقفهم السلبي المتشتت من الإخوان المسلمين ، فالعالم كل يوم هو في شآن ، قد تتبدل المواقف ، وتتغير السياسات والمواقف ، نتيجة لمتغيرات ليست بالحسبان عند الدول وخاصه في منطقتنا العربيه ، ولا عند الساسه والمفكرين العظام المحترفين ، لكن المتغيرات هي آتيه ، والخرائط بالتأكيد سوف تتغيرنتيجة ما حدث وسيحدث ، لكن كيف واين لا أحد يعرف ، ثم يتبعها تغيير السياسات والمواقف ، وتتغير الموازين ، وتتبدل اشياء لم تكن تخطر على بال احد ، نسأل الله تعالى ان يحمي ويجنب الأردن من كل مكروه ، وان يسلم من حسد الحاسدين ، وأن تزيدنا الاحداث من حولنا قوة ومنعه .
لكن بعض الأقلام غير المنصفه والظلاميه ، تهاجم الإخوان وبشده وبكتابات قد تكون هدفها التشهير والصيد بالماء العكر ، اقول لهؤلاء : الا يخشون من عودة الأخوان اقوى مما كانوا في الوطن ويصبحوا متصدرين المشهد السياسي الوطني الأردني؟ وكل المؤشرات تغمز الى ذلك وترجحه ، ناهيك بأن القياده الأردنيه الحكيمه الراشده دائما تحفظ خط الرجعه ولا تعادي احدا ، ولديها مخزون هائل من الحكمه والدرايه ، والتجارب الناجحه والإعتدال .
لكن هناك بالمقابل خطوط حمراء وطنيه اردنيه يجب ان لا يتعداها أحد، مهما كانت هويته وتوجهاته ، وهي من المحرمات ، ومن يتعداها هو عدونا الى يوم الدين ، وليعلم كل اعداء الوطن بأن الشعب الأردني كله ملتف حول قيادته الهاشميه المظفره ، ولن يهتم لتهديدات الظلامين ويا جبل ما يهزك ريح ، وقد اثبت الاردن ذلك في الماضي وفي الحاضر وفي احلك الظروف القاسيه ، حيث بقيت رايته مرفوعه واعلامه ترفرف فوق مؤسساته الوطنيه ، رغم أنف الحاسدين المقهورين : ونحن أولي المآثر من قديم ....ولو جحدت مآثرنا اللأم .
اقول بأن الدوله حين تفكر يكون تفكير دوله وليس فردا أو جماعه ، فهم قادة وطن ، والرؤيا كذلك عندهم على مستوى الوطن ، ورسم السياسات الوطنيه الناجحه ، وبناء العلاقات العربيه والدوليه المميزه ، كل ذلك يتحقق بتوفيق من الله ثم من لدن قيادتنا الراشده .
والتطرف من بعض الاشخاص والكتاب في مهاجمة الإخوان هو شيء يجب ان نتجنبه ، لأنه ليس له ما يبرره ، ولو أن الإخوان نعلم انهم غير منحازين للوطن ، وهم خصما للوطن والنظام الأردني الهاشمي ، لما ادخلناهم بيوتنا وسنحاربهم بشتى الوسائل السلميه ، لكن جماعة الإخوان المسلمون هم من وقف مع النظام الأردني في اوقات الشده، حين كان يتعرض الوطن للمد الشيوعي والاحزاب العلمانيه التي تكتلت واجتمعت معا لمحاولتها تغيير النظام الاردني الشامخ ، لكن بتوفيق من الله تعالى ثم وقفة الأخوان ، والملايين من الشرفاء الأردنيين الغيورين على وطنهم وقيادتهم الراشده ، وقوة جيشنا العربي الأردني ، واجهزتنا الأمنيه ، ونجاحهم في المحافظه على الوطن ، وكبح جماح العدو من الداخل والخارج هو من ثبت اوتاد هذه الخيمه الهاشميه، والتي نستظل تحتها بعد الله تعالى فهي تتسع لكل الأردنيين من شتى المنابت والأصول .
اذن فكيف من يصطاد بالماء العكر ولا تخدم كتاباته التهجميه الظروف التي نعيشها الآن ، وليس في حساباته بأن الظروف والمواقف ستتغير، وسينقلب السحر على الساحر ، وبمجرد تصريح او تصريحين تخرج وتتسرب من واشنطن الصديقه ، مفادها كلمات محدوده ومعدوده ، بأن الأخوان المسلمون هم ليس كما قيل عنهم بأنهم ارهابيون ، بل هم مسالمون ومتعلمون ومثقفون ، ودينهم يأمرهم بالسلم والسلام ، لسوف يتغير كل شيء ، وستنقلب المواقف ، وتعود الأمور بعكس مما كانت عليه ، وسيأتي اليوم الذي سينصف به من ظلم وتم التهجم عليه اعتباطا من اصحاب الأقلام الضاله الظلاميه ، والذين أخذتهم العزة باﻹثم ، واسأل الله تعالى بأن يهدي الجميع الى الصواب والرشاد ، والصبر وسعة الصدر ، اللهم آمين يارب العالمين .