حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11205

شبابنا بين عيد الحب والوطنية

شبابنا بين عيد الحب والوطنية

شبابنا بين عيد الحب والوطنية

13-02-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 اليوم هو الرابع عشر من شباط ،وفيه يحتفل العالم بعيد القديس "سان فالنتاين " الذي تروى عنه عدة أخبار منها أنه ضحى بحياته لأجل عقد زواج بين عاشقين. لم أكن أسمع بصدى عيد الحب في بلدنا ،ولكني كنت أقرأ عنه في المجلات اللبنانية ومع عولمة القنوات الفضائية على الستلايت انتشرت هذه العدوى في الأردن ، ولست سوداويا ضد فرح الشباب ولا أحارب خصوصياتهم ،ولكني أجد أن شبابنا مشغولون طوال العام في الجنس الأنثوي ،فهو يعيش تحت وطأة الضغط الأنثوي المعروض مجانا في الشوارع ، فلم يعد التعرف على فتاة شيئا صعبا، يحتاج إلى محاولات حتى تبعث رسالة إلى فتاة ، فبناء علاقة عاطفية في هذا الزمن لا يستهلك أكثر مسج من الهاتف الخلوي أو نصف ساعة بحث في غرف المحادثة ( Chat ) ويعرف الكثير أن ما يحدث بين شبابنا ليس حبا أو عشقا كالذي وصفه شعراء الغزل بل علاقات عابرة أو تمهيد للحصول على علاقة جسدية ، ولكن علاقات الحب تلك التي تمتد من عيد الحب إلى عيد الحب التالي تستهلك الكثير من أموالهم سيما ما يدفع كتحسينات للمظهر العام المرغوب أنثويا أو ذكورياً ، وما ينفق على المحادثات الخلوية التي لم تخفف منها عروض الشركات للعشاق لأنها تتزامن مع ساعات ما بعد نصف الليل ،لذا يصل الصديق إلى عيد الحب منهكا ليس بجعبته ما يخبره للحبيبة سوى إرسال مسج قد تكون هي أرسلتها إليه العام الماضي دون أن يدري . صار من ملازمات هذا اليوم ارتداء الثياب الحمراء ،وإهداء الورود الحمراء وشدة الطلب على عليها في هذا اليوم مما يجعلها باهظة الثمن و من المؤكد أن هذا الفعل تقليد أعمى لأن معظم النساء لا تعيش في أجواء رومانسية ولم تعد لها الوردة تعبيراً عن محبة مثلما أن تهدي حبيبتك بطاقة شحن خلوي أو جهاز حديثاً أو كرت دعوة لتناول وجبة في مطعم ، ولكن إهداء الورود يأتي لإقناعنا أننا نحتفي في الحب . في الجامعات والشوارع والمطاعم سنجد مئات الشباب والفتيات قد ارتدوا ثياباً حمراء وبأيدهم ورودا حمراء دفعوا ثمنها أضعاف مضاعفة ليحتفلوا بعيد الحب، في المقابل دعونا نبحث عن أي عيد وطني هل تجد شباب المستقبل مشغولين فيه ،أي اشتروا كتبا عن تاريخ الأردن قبل عيد الاستقلال وارتدوا ثيابا تقليدية وحضروا احتفالا في احد المطاعم ؟ هل يتفاعل الشباب مع عيد الكرامة أو باقي الأعياد مثلما يتحضرون لهذا العيد ،فحتى وسائل الإعلام تنشغل بتقاريرها في هذا اليوم أكثر من أعيادنا المهمة. لطالما تضايقت وأنا أ سمع من البعض أن عدم وطنية الشباب وثقافتهم العامة هي قلة الوقت ،مع أني أشاهد مئات الشباب يسهر لساعات طويلة يتحدث مع فتاة – ليست عشيقة – ونتحجج أن عدم مطالعتنا للكتب والصحف غلاء ثمنها ،مع أرخص بطاقة شحن خلوي تعادل ثمن كتاب وعشرة دقائق لا يقضيها الشاب لمطالعة الصحف على الانترنت بينما يقضي نهاره بحثا عن فتاة. هذه دعوة في عيد الحب لجذب الشباب نحو وطنهم وثقافتهم الحضارية ،دعونا نجعل الشاب يضحي لوطنه ويتفاعل معه مثلما يتفاعل مع الفتيات ، قارنوا واحكموا اليوم والبارحة ولننتبه بشكل جدي لهذه الفئة التي ستكون بعد عام وأكثر في وظائفها لخدمة وبناء الوطن ،علنا نحصل على جيل قد يسهر ليلة لابتكار شيئا مفيداً للوطن مثلما يبتكرون ويصبحون عباقرة عندما يضعون فتاة أو شاب ( برؤوسهم ).  








طباعة
  • المشاهدات: 11205
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-02-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم