سرايا - استغلت إحدى القنوات التونسية الخاصة تصريحا لأحد النواب يدعو فيه لـ”انقلاب عسكري” في البلاد لاستخدامه كفكرة أساسية لبرنامج “كاميرا خفية” تقوم على إحداث صدمة لدى “الضحايا” عبر إيهامهم بعودة الرئيس السابق زين العابدين بن علي واستلامه الحكم مجددا في تونس.

وخلال الحلقة الأولى من برنامج “البيان رقم واحد” التي تبثه قناة “قرطاج” خلال شهر رمضان، حاول سائق التاكسي إيهام الراكبتين بوجود استنفار أمني كبير في البلاد، قبل أن يسمعهما نشرة أخبار “مفبركة” تؤكد عودة بن علي وقيامه بانقلاب عسكري جديد في تونس، حيث بثت الإذاعة الوهمية خطابا للرئيس السابق بن علي يتلو فيه البيان رقم واحد (الذي يُتلى بعد كل انقلاب عسكري)، لتصاب الراكبتين بالذهول، فيما عبّرت إحداهما عن “سعادتها” بعودة بن علي على اعتبار أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كانت أفضل خلال حكمه.

وأثارت الحلقة ردود فعل متفاوتة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحب البعض بفكرة البرنامج، فيما اعتبر آخرون أنها باتت “مستهلكة” بعد استخدام اسم بن علي لأكثر من مرة في برامج المقالب، في حين انتقد آخرون “سعادة” الضحايا بعودة بن علي، مستغربين وجود من يتحسّر على أيام الاستبداد وغياب الحرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام شخصية بن علي في برامج هزلية، حيث بثت قناة “التاسعة” الخاصة في 2016 برنامج مقالب بعنوان “ألو.. جدة”، حيث يتم إيهام الضيف بإجراء حوار عبر برنامج “سكايب” مع بن علي الموجود حاليا في مدينة جدة السعودية، والذي يؤدي شخصيته الفنان والإعلامي وسيم الحريصي (ميغالو)، حيث يؤكد بن علي (المزيّف) أنه ينوي العودة إلى بلاده ليُدفن فيها. وسبق لـ”ميغالو” أيضا أن أدى شخصية بن علي مرارا في برنامج “سايس خوك” (ارأف بأخيك) الذي تبثه إذاعة “موزاييك” الخاصة.

يُذكر أن النائب علي بالنور دعا الشهر الماضي الجيش التونسي لاستلام السلطة، وهو ما عرضه لموجة انتقادات كبيرة في البلاد، حيث اتهمته المعارضة بالانقلاب على المسار الديمقراطي في البلاد بالتعاون مع “جهات خارجية”، ودعاه آخرون للاستقالة وطالبوا بمحاكمته أمام القضاء التونسي. لكنه تراجع لاحقا عن تصريحه كما اعتذر للرئيس الباجي قائد السبسي.