22-05-2018 10:41 AM
سرايا - خمس حلقات ولم يبدأ "طريق" (عن قصة للكاتب نجيب محفوظ إعداد سلام الكسيري إخراج رشا شربتجي) لبطليه عابد فهد ونادين نجيم بعد، يخوض المسلسل السّباق الرمضاني متّكئاً على اسمي بطليه فحسب، لا وجبة دسمة، لا مفاجآت، لا أحداث تخطف الأنفاس، لا حوارات مبهرة، حتى القصّص الجانبيّة التي أخذت حيّزاً كبيراً من الحلقات الأولى لا تمهّد للحبكة الرئيسيّة، التي يعرفها الجمهور سلفاً.
لا جديد في القصّة التي كتبها نجيب محفوظ القرن الماضي، وجسّدتها السينما المصرية في فيلم "الشريدة"، يحتاج فريق العمل إلى بذل جهد مضاعف لخلق الدهشة في قصّة يعرف الجمهور مسبقاً ملامحها، تفاصيلها ونهايتها، جهد لم نلمسه على الشاشة أقلّه في الحلقات الأولى، حيث التطويل سيد الموقف.
ثلاثون حلقة تلفزيونيّة لقصّة تحوّلت إلى فيلم مدّته أقل من ساعتين تعطي عذراً لصنّاع المسلسل في تطويل مبرّر درامياً إلا أنّ لا عذر لأن يبدأ التطويل من الحلقات الأولى، المعيار الذي يحدّد على أساسه المشاهد استمراره في متابعة العمل.
تبدأ الحلقات من مشكلة أميرة (نادين نجيم) المحامية الشابة التي تبحث عن فرصة عمل لتعيل أسرتها الفقيرة، الأخت التي تعمل في صالون تجميل (زينة ملكي)، والأم التي تدير دكاناً صغيراً ومحطّة بنزين ولا تملك قوت يومها.
يبرّر صنّاع العمل الفقر المدقع الذي تعيشه الأسرة بأنّ طريق المحطّة لم تعد تمرّ عبرها السيارات، عذر يبدو غير مقنع لمالكة محطة ودكانة وأم لابنتين تعملان ولو بأجرٍ زهيد. تتعقّد أحوال العائلة عندما يصدر قانون الإيجارات الجديد، فيعمل صاحب الدكانة والمنزل والمحطة إلى طرد العائلة، ثغرة جديدة يقع فيها النص، إذ أنّ العائلة تستأجر العقارات وفق القانون القديم، بالتالي تدفع ثمناً زهيداً للعقار، ما يجعل من مأساة العائلة المادّية مجرّد تفصيل مفتعل توطئة لزواج الشابة الفقيرة من الثري الجاهل الذي يكبرها سناً.
تلعب نادين نجيم دور أميرة ببراعة وبساطة في الأداء، كل التفاصيل مشغولة بعناية لتقديم شخصية المحامية الفقيرة المكافحة، لا تتحمّل نادين مسؤولية ثغرات النص.
الممثل عابد فهد بدور جابر التاجر الثري اشتغل على تفاصيل دوره بعناية، يبدو مقنعاً رغم اتّهامه بالجنوح نحو المبالغة، مبالغة قد تبرّرها الأحداث الدراميّة لاحقاً.
على ضفة جابر تبدأ الأحداث ثقيلة، وفاة الوالدة، ووصيّة تحاول العائلة إخفاءها لخلق إثارة مفتعلة، نقطة الافتعال أنّ المشاهد ينتظر لقاء أميرة وجابر، بينما الأحداث تذهب في نقاط متشعّبة لا توحي أنّ هذا اللقاء بات قريباً.
يعيش جابر ذكرى زوجته وابنه اللذين توفيا في حادث سير، يحضّر للزواج من ريتا حرب التي تلعب دورها ببراعة، لا مبرّر درامي لخطوبة تبدو غير متكافئة كقصّة حب تبرّر الارتباط. تبدأ العقدة عندما يختفي شقيق جابر في حادث خطف أثناء توجّهه من لبنان إلى سوريا، العائلة تبحث عنه وتنتظر خبراً ليأتيها الخبر على شكل صاعقة، أنّ السائق توفي بطلقة رصاص.
إذاً العمل انطلق مع القصص الجانبية، ولا يزال في مرحلة التوطئة لأحداث قد تخرج العمل من وطأته الثقيلة. ما سرّ قفاز أميرة الأسود؟ ظهرت في الحلقة الخامسة يدها المحروقة بعد أن انتزع منها القفاز عنوةَ، المحامية التي تواجه بتحدّي صاحب العقار ورب العمل المتحرّش تعجز عن مواجهة يدها المشوّهة، قد تخبىء الأحداث المقبلة حقائق مثيرة هي فرصة أخيرة لنجاة العمل من محرقة الماراثون الدرامي قبل فوات الأوان.