بقلم :

 اننا نشهد العدوى، سيل من المطالبات والاحلام والبشر والاحداث ،يجري بسرعة من دولة الى اخرى اذا جائحة تستهدف انظمة عربية جمهوريه طالت في السلطة واقوى عليها سالف الامد.

تونس ومحاولات في اليمن واقوى اشد في مصر التي جذبت اهتمام الناس والاعلام هذه الايام والعنوان الرئيس "فليسقط مبارك" لكن لماذا مصر؟! مصر هي الدولة الاكبر عربيا والمركز الاكثر حيوية .

اذا كيف اذا علمنا ان مصر وهي بهذا الحجم كلة جسم عربي عليل اثخنته جراحات عديدة . فقر وبطالة وارتفاعات في الاسعار وتهميش وحجر للحريات العامة والفردية والاعلام .ووحزب حاكم هو العائلة التي تحكم البلاد والعباد ونظام عانى طويلا من ازمة افلاس اخلاقي في ادارة البلاد وتحجيم لدورها المهم عربيا واقليميا.

اذا كان لا بد ان تستجلب مصر لنفسها العدوى من تونس وقد يقول قائل ان هذا الوضع ليس حصرا على مصر فكل بلد من هذا الوطن يرتمي ممدا من المحيط الى الخليج ينوح من نفس الجرح هذا صحيح وهذه هي الجريرة التي تقض مضاجع انظمة عربية ما ان ابصرت ما حل تونس حتى شرعت تبحث عن راسها نعم راس النظام هو المطلوب ورموزه واعوانه ومخلفاتة ، الاسماء التي اثقلتها القاب الشرف اليوم هي في مربع الرفض ولذا ليست مهمه تلك العملية الجراحية تستأصل راس الحكومه ووزرائها ثم زرع اعضاء اخرين بنفس الهزاله ولاعتلال .

ماعادت الشعوب تمر عليها هذه الامور وان اخذ النظام ينقب انقاض هرمه او استجداد اسماء وتغير وجوه واستحداث مناصب هرم النظام وشعب مايزال فتيا لم يعرف جيلا لم يعرف الاهو لم يفهمهم ولم يعي ان الصراع على كل شئ حتى صراع الاجيال لم يعي ماذا يعني ان يكون رئيسا في زمان ليس زمانه وان هناك شبابا يحرق لهيب انفاسه جوا ملبدا يصعد الى الرئيس ويصرخه الرحيل . فمن يظن ان الشعب الذي خرج يتنفس من جرحه يقلب جمر رماده ثورة تتدفق منها الدماء والارواح سيخبو بعد ان فقد رفاقا شاطرته السير ساعات طويلة في مظاهرات واعتصامات.

من قال ان دمائهم سيتركونها هدرا وسدى من قال ان من استطعم لذة "لا" في وجه الظلم ولاستبداد سوف يركن وينسى ويبدو منه لهم خضوع ؟ المشهد اليوم في تونس وحصرا هو رسائل الداخل والخارج اننا لسنا العارة من العرب وما زال فينا عرق ينبض لسنا بحاجه الى دبابات امريكا والغرب يسقط لنا نظاما دكتاتوريا ومستبدا تجلب لنا حرية وديمقراطية تسقطها علينا شظايا من نار من على متن طائراتها المقاتله كما في العراق وافغانستان .

فشعب من بايع وهو من يعزل فعلتها تونس واسقطت بنود الخوف وحققت الممكن هل سيفعلها العرب المصريون هذه هي ارومة القصد؟