28-05-2018 02:19 PM
بقلم : زهير البلاونة
الضريبة حق من حقوق الدولة على مواطنيها والمقيمين على ارضها لكن الضريبة ليست مجرد دخل حكومي فقط بل هي قيمة مالية تدفع مقابل خدمات تقدمها لنا الدولة.
هنالك حقوق متعددة لدافع الضريبة اهما حقه في الحصول على تعليم مدرسي وجامعي ذات نوعية جيدة ومجاني او شبه مجاني على الاقل ، بحيث لا ان يلجأ احدنا الى البنوك للحصول على قروض لاستكمال تعليم ابناءه ونقضي بقية العمر رهينة للبنوك.
من حقي كدافع ضرائب ان اسير على شوارع نظيفة مخدومة بمرافق صحية ومضاءة وامنة و خالية من المطبات والحفر وخالية من الزعران وسارقي المركبات، من حقي حين اسير من عمان الى العقبة ان اجد مسجد وان اجد مرافق صحية وان اجد استراحات نظيفة بدلا من وجود العديد من الرادارات غير مبررة التي تهلك الحرث والنسل.
من حقي كدافع ضرائب ان تكون هنالك عدالة في تعيينات المراكز الحكومية العليا وفي جميع مراكز الدولة لا ان تقتصر الوظائف بعض الدوائر كوزارة الخارجية والداخلية و الهيئات المستقلة على فئة معينة من الشعب تعودت ان تاخذ من الوطن لا ان تدفع له.
من حقي بمجانية العلاج ووجود مستشفيات نظيفة لا تضطرني ان انتظر شهور للحصول على حقي في العلاج و الوقوف في طوابير الانتظار للحصول على تلك الخدمة ذات الجودة المتدنية وقد اتعرض للتطاول اللفظي من بعض افراد الكوادر الطبية ناهيك عن الاخطاء الطبية القاتلة.
من حقي ان اركب سيارة نظيفة بدون جمارك دون ان اضطر لدفع جمارك تصل الى 300% ومن حقي ان لا ادفع قيمة المحروقات اضعاف الاسعار العالمية و رسوم اقتناء ومخالفات تعادل قيمة سيارة بحالها.
من حقي كدافع ضرائب ان احصل على مواصلات مريحة وامنة ومتوفرة في كل الاوقات باسعار مقبولة للجميع بدلا من ان استخدم شبكة مواصلات عشوائية وقديمة في ظروف غير انسانية، بحيث لا اضطر من خلالها ان اسمع كل الألفاظ النابية والخادشة للحياه من السائقين وكنترولية الباصات بالإضافة للمزاجية والإزعاج والتلوث والسرعة الزائدة.
ليس من حقكم ان تطالبونني بدفع الضرائب وهنالك من لا يدفعها ويتمتع بمجانية التعليم ومجانيا العلاج في افضل متشفيات العالم ومجانية التعليم في ارقى الجامعات ويحصلون على ارقى الوظائف ولا ينتظرون دورهم في التوظيف مع عامة الشعب بل تاتي اليهم الوظائف وبرواتب خيالية ويتسلقون الوظائف العليا بكل سهولة ويسر. ثم يطلون علينا من النوافذ الاخبارية وهم ينظرون علينا بالولاء والانتماء والاخلاص للوطن ثم يحثوننا على الصبر والايمان بالقضاء والقدر.
"ان لله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة"