بقلم : هاشم الخالدي

من المؤسف والمؤلم والمحزن والمقلق والمخزي والمفجع أن تتداعى النقابات المهنية للإضراب ليوم غد الأربعاء احتجاجا على قانون الضريبة في الوقت الذي يصمت فيه معظم أعضاء مجلس النواب ويلوذون بالخرس المطبق وكأني بهم يجلسون على مقاعد المتفرجين لمشاهدة معركة غد بين الحكومة والنقابات لتحديد موقفهم بعدها بحسب نتائج المعركة.


اقسم لكم أن إضراب يوم غد اذا نجح واجتاح هذه الحكومة الظالمة ربما يتفجر هاتفي بعدها من اتصالات النواب الذين سيرفضون قانون الضريبة وسيزبد معظمهم ويرعد متوعدا بالإطاحة بهذه الحكومة .

أما إذا فشل الإضراب لا سمح الله فسيجدونها فرصة سانحه لموافقة الحكومة على القانون بعد أن تكون الاخيره " لا سمح الله " قد كسرت أهم معاقل المعارضة لسياساتها وهي النقابات .


هذا هو المشهد بكل أسف , وكأن النواب يطبقون اليوم المثل الشعبي القائل "العرس في ناعور والطخ في قفقفا".

مؤسف جدا أن ينشغل النواب بتلبية دعوات الولائم وتنغمس اياديهم بالمناسف واللحوم متجاهلين أكبر دعوة للإضراب ضد قوانين حكومة الإفلاس الوطني.

هؤلاء هم نوابنا الذين اخترناهم وأدلينا بأصواتنا لمناصرتهم ومؤازرتهم ليأتي اليوم الذي يستلون فيه سكاكينكم لطعننا في ظهورنا بحجة "البلد مش متحمله" وهاي "حكومة سيدنا" وغيرها من العبارات التي لا يرضاها حتى جلالة الملك الذي يطالب بالديمقراطية ويطالب بالحكومات البرلمانية التي يعني تشكيلها اسقاطها في أي وقت حسب ما هو معمول في البرلمان البريطاني.

قرأت قبل قليل أن مجلس نقابة المعلمين قد تداعى لبحث إضراب النقابات واجزم ان هذا الاجتماع هو الأهم مع الاحترام للنقابات الأخرى لأن شل العملية التعليمية ولو ليوم واحد سيؤدي إلى ضرب الحكومة في خاصرتها ولذلك أجزم أن الكثيرين يترقبون نتائج هذا الإجتماع .

في المقابل وحتى أكون صريحا معكم وهو ليس نوع من التحريض لكن شيء من الإضاءة في الوعي الانساني أن إضراب يوم غد اذا فشل فهذا يعني أن الحكومة قد أخذت الضوء الأخضر لتحاسبكم على عدد أنفاسكم التي يحق لكم استهلاك الهواء وعدد ما يحق لكم من انجاب الاطفال ربما يتحدد بطفلين وانه اذا تجاوز اي اردني وقام بانجاب الطفل الثالث فسيكون عليه لزاما دفع ضريبة بمقدار 12٪؜ سنويا .. الله يستر.

اقولها بالفم الملآن اذا اخذت الحكومه غدا الضوء الأخضر فبالتأكيد ستقوم باستباحة المواطن الأردني طولا وعرضا فانتبهوا ولا تأخذو هذا الإضراب على أنه اضراب نقابات بل هو إضراب كرامة.

نعم هو إضراب استعادة الكرامة لأنه في حال نجح فسيؤسس لرعب حكومي قادم من أي رفع للأسعار .. وبالتاكيد فان هذا النجاح سيحول مجلس النقباء إلى مجلس نواب حقيقي ناطقا بإسم الشعب بدلا من النواب المتحصنين اليوم في مكاتبهم ينتظرون نتائج المعركة ليقفوا مع الفائز .
بالنتيجة … هذا أسوء مجلس نواب افرزه الشعب الأردني ببساطة لأنه يتلذذ على عذاباتنا.

الكاتب: مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com