31-05-2018 09:33 AM
بقلم : محمد جاسم الخيكاني
حينما نتصفح أروقة التأريخ، و نقرأ ما بين السطور بكل ما يُحيط بسيرة، و مواقف أم المؤمنين السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد ( سلام الله عليها ) و زوج خاتم الأنبياء، و سيد المرسلين محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) إنها أول النساء ايماناً، و اسلاماً برسالة السماء، و دعوة نبيها الصادق الأمين، فنحن نكون أمام جبل من التضحيات الكبيرة، و سجل خالد من المواقف العظيمة المشرفة لهذه السيدة التي أعطت كل ما تملك من مال، و خدمات كثيرة، فكانت بحق السند الذي يعتمد عليه النبي في دعم رسالته بالمال، فقد بني الإسلام على طرفين مهمين هما أموال خديجة، و سيف علي ( عليه السلام ) فتلك المرأة الناضجة فكراً، و عقلاً، و أخلاقاً كانت، و ما تزال القدوة الحسنى لكل امرأة تريد التعبد بشخصية مثالية، و مواقف هذه التحفة الإنسانية الرائعة التي صاغتها يد السماء، و جعلتها الانموذج الأسمى لكل نساء العالمين، فهي أول المحامين عن عُرى الإسلام، و أول داعمين لرسالة الإسلام، و أول المؤمنات برسالة الإسلام، فالسيدة خديجة خير المضحّين يا من بُني الإسلام بأموالها، يا من ضحّت براحتها لأجل النبي المرسل زوجها، يا خيرَ والدة لفاطمة خير أمّ لأبيها، يا من اجتمعت خير النساء لأجل وضعها لسيدة نساء العالمين، يا من لجأ لها النبي من إعراض المستهزئين، خديجة يا خير المضحّين، خديجة يا خير النساء حين اختاركِ المصطفى للزواج بكِ، جدتِ بكل ما تملكين، أموالكِ، راحتكِ، نفسكِ، لأجل الرسالة ونبيّها، فبفقدكِ اليوم نواسي زوجكِ المبعوث رحمة للعالمين، وآله الغرّ الميامين، لاسيّما بقيّتهم منقذ المظلومين ومبير الظالمين، المهدي اليقين، والأمة الإسلامية جمعاء، والعلماء العاملين، وفي مقدّمتهم سيّد المحققين الصرخي المجاهد لأجل الدين، فحري بنا أن نتحلى بأخلاقها و نستلهم من مواقفها المشرفة صور الانتصار للاسلام و نبي الإسلام ، و أن تصدح أصواتنا بتخليد ذكراها العطرة في كل محفل من محافل الدنيا وهذا أقل ما نقدمه لهذه السيدة العظيمة بتأريخها و النبيلة بأخلاقها و الكريمة في تضحياتها العظيمة .