بقلم : هاشم الخالدي

ليس صحيحا ان كل الذين شاركوا باضراب امس وكانوا بعشرات الاف قد شاركوا اعتراضا على قانون الضريبة .

من خرج بالامس هم المقهورون من السياسات الحكومية المتعاقبه التي ركزت جل اهتماما على مص دماء هذا الشعب المسكين والنظر اليه باعتباره بترول الاردن الوحيد بعد ان تخلت عنا كل دول الخليج بقدها و قديدها.

من خرج بالامس .. كل الشعب بكافة اطيافة ..الفقير والغني والشمالي والجنوبي ..الاردني من شرق النهر وغربه .. الفيصلاوي والوحداتي ..العقباوي والرمثاوي ..الشبان والفتيات ...اليساري واليميني..الاسلامي والشيوعي ... النقابي وغير النقابي ..الحزبي والمستقل ..الاعزب والمتزوج ..هل تعرفون لماذا ؟

لان هؤلاء قد ضاقت بهم السبل فطفقوا في ارجاء النقابات يرددون لاول مرة : لا للظلم..لا للضرائب..لا لزيادة الاسعار .

اجزم ان الاضراب لو كان اعتراضا على بنود اتفاقية الطاقه الشمسيه مع كوريا الشمالية والتي قد تمس رواتبهم كنت ستجد ذات العدد وذات الزخم، لان حكومة هاني الملقي قد اوصلتنا الى مرحلة القهر باطلاق هاشتاغ " معناش " والتي تعبر عما وصل اليه الشعب الاردني من الاكتفاء بالصمت وهم يرون كل يوم ان الحكومات المتعاقبه لم تحترم صمتهم ولم تحترم قبولهم برفع المحروقات وهم يعلمون انها تربح منهم اضعاف اضغاف ما تشتريه بالسعر الدولي .. لذلك اعتقدت ان الشعب خائف وان الشعب خانع ليستقيظ هدا المارد بالامس ويقول لهم : نعم سكتنا كي لا ندمر بلدنا ونصبح كما سوريا والعراق ولبنان وتونس وغيرها وغيرها ..لكن ذلك لا يعني ان نصبح مطايا لكم فانتم لا تعرفون ان الاردني لم يكن مطية لاحد على مر التاريخ ..
الاردني ... يصبر.. يسكت.. يخجل .. يكرم ... لكنه لا يخنع ابدا .

اخشى ما اخشاة حتى يأتي الاربعاء المقبل ان يقنعونا بان قانون الضريبة قد اصبح عهدة مجلس النواب وان المجلس لن يقبل به في صيغته الحالية فيطمئن النقباء والشعب وتنطلي علينا هذة الخديعة وتبقى التفاصيل القاتلة في القانون دون تعديل بعد ان يتم الغاء بعض القشور من البنود الفرعيه لاقناعنا اننا انتصرنا ؟؟

الامر الاخر والاخطر من قانون الضريبة هما قانوني الخدمة المدنية الذي يهدد الاف الموظفين بالفصل التعسفي وقانون الجرائم الالكتروني الذي ارسل مع قانون الضريبة دون ان يلتفت لذلك احد، فهذا القانون من الخطورة بمكان بحيث يصبح لجاما على كل من همس او يتنفس على مواقع التواصل الاجتماعي اعتراضا على اي قرار حكومي لتكون عاقبته الزج في السجون.. فانتبهوا لخطورة هدا القانون واتمنى من النقباء حين يتم تنفيد وقفات الاربعاء المقبل المطالبة برد قانون الجرائم الالكترونية الذي زادت فيه العقوبات المالية والحبس الى ارقام فلكية هدفها ضمان سكوت الشعب برمته على كل قرارات الرفع المقبلة
اللهم اني بلغت ... اللهم فاشهد
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com