بقلم : هاشم الخالدي
تابعت باهتمام كبير البوست الذي نشره عبر صفحتة الفيسبوكية جاري العزيز اللواء المتقاعد هاني باشا الحجاج الذي كان يتولى منصب قائد وحدة أمن المطار حيث روى قصة اجتماع ضمة ذات يوم مع المرحوم عبد المجيد شومان وابنه عبد الحميد شومان مؤسسي البنك العربي أثناء مغادرتهم مطار الملكه علياء حيث جرى بينهم حوار استذكروا فيه مناقب فقيد الوطن الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.


والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
أين هي البنوك الأردنية لتقوم بما قام بة المرحوم عبد المجيد شومان وابنه عبد الحميد شومان ؟؟؟؟

لماذا لا تقوم هذه البنوك على خطوة لإنقاذ البلد لان خزينة الدولة اذا افلست "لا سمح الله" كما يقول وزير المالية فنحن على أبواب كارثة كبرى ستذهب بالبلد إلى المجهول .

هذا نداء استغاثة من مواطن يخاف على بلدة موجهة لكافة البنوك الاردنية كي تتداعى لانقاذ الوطن ويكفيها انها عبر عشرات السنين استطاعت ان تنعم بامن وامان هذا الوطن الاعز فربحت عشرات ، لا بل مئات الملايين وها قد جاء اليوم ..يوم الوفاء للوطن .

هذا من ناحية - اما من ناحية اخرى ، فمن حق المواطن الاردني ان يغضب من تصريح وزير المالية عمر ملحس الذي الهب الشارع والتحقيق فيه، لأن هذا التصريح كان صادما جدا وادى الى بلبلة كبيرة في الأوساط الشعبية حتى ولو كان الوزير يقصد ان لا وجود لرواتب إذا لم نحصل على القروض الدوليه .

المصيبة في القضية اننا امام " شيزوفرينيا " حكوميه بامتياز ، فهي تتبغدد بالصرف على رواتب وزرائها وكبار موظفيها و سفراءها وقناصلها في الخارج وتفتح لهم الأبواب مشرعه أمام كل من له واسطة ليحصل على عقد شراء بالاف الدنانير شهريا وتدافع عن فساد الهيئات المستقلة التي تستنزف ملايين الدنانير شهريا ثم بعد كل ذلك يأتي وزير المالية ليبشرنا بقوله :لا يوجد رواتب.. اليست تلك مصيبه بحد ذاتها.


كنت قد اشرت في مقال سابق للقاء اليتيم الذي جمعني برئيس الوزراء هاني الملقي في مكتبه بدار رئاسة الوزراء بوجود وزير الاعلام محمد المومني حيث تمحور اللقاء بطلبي من الرئيس عدم زيادة الاسعار لكن ما لم اذكره " ويشهد علية محمد المومني عندما قلت للملقي حرفيا :
كم راتبك يا دولة الرئيس
_لم يجب
-أجبت : بحدود 7500 دينار
اكملت :هل تعلم يا دولة الرئيس أن موظفين تابعين لك يتقاضون أضعاف ما تاخد.
-أكملت : هل تعلم يا دولة الرئيس ان مدير عام الضمان الاجتماعي يتقاضى (21) الف دينار شهريا.
التفت الرئيس حينها الى المومني قائلا:معقول هالحكي ؟؟؟

-اكملت : يا دولة الرئيس اذا كنت تريد اصلاحا سياسيا و اصلاحا اقتصاديا ،فقم بحل جميع الهيئات المستقلة والحقها بالوزارات كي تتمكن من توفير مئات الملايين تذهب شهريا كرواتب خياليه لمدراء تلك الهيئات وموظفيها .

انتهى اللقاء وسلمته (15) بندا إصلاحيا في ورقة مكتوبه اعتقد ان مصيرها كان سلة المهملات بعدما خرجت و لم يتعظ.

بالأمس شدد جلالة الملك خلال اجتماعه بمجلس السياسات ان على الدولة بكل مؤسساتها ان تعمل على ضبط حقيقي للنفقات وان تقوم بترشيد مصاريفها لذلك فالحكومة مطالبة الان باتخاذ اجراءات تكفل ما يلي :
1- تخفيض راتب رئيس الوزراء الى النصف و الغاء بند مصاريف مكتب الرئاسة الشهري.

2- تخفيض رواتب الوزراء و الأمناء العامين و النواب من 3500 دينار الى 2000 دينار .

3- ضبط نفقات السفراء و القناصل الاردنيين في الخارج الذين يعيشون بحبوحة لا يعيشها سفراء دول الخليج من حيث استئجار الفلل و ما يتبعه من تعيين طباخين و سواقين.

4 أردنة موظفي السفارات في الخارج فلا يعقل ان من يتحكم بالسفارة الاردنية في بلد اوروبي لبنانية او عراقي ، لأن ابناء البلد الذين يعيشون في تلك الدول أولى بتلك الوظائف باعتبار ان عمل السفارات هو عمل سيادي فهل من المعقول ما يجري من هدر للمال العام .

أقولها ختاماً .. أضبطوا نفقاتكم .. خفضوا رواتبكم ثم تحدثوا معنا عن افلاس الخزينة ؟ .. و للحديث بقية .

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com