بقلم :
تتجه الأنظار للقصر أن يعلن إسم الرّئيس المُكلّف ، لكنّ التريُّث أساسيٌّ في هذا .
و لا أظُنُّ الرئيس القادم لم يُحدَّد بعد بل أظنّهُ عاكفٌ على ترتيب أدوار فريقه بصمتٍ دون ضغوط .
و تريُّث الشارع مطلوبٌ لأنّ ظروف التغيير هذه المرّة مُختلفةٌ و مُباغتةٌ فلا بُدّ من تقدير إنحياز الملك للشعب بهذا القرار السريع نسبيّاً و الذي كان إرجاؤه ذو كلفة عالية شعبيّاً .
الجميعُ يريدُ رجلاً يقسم على الجميع ، لكن علينا أوّلاً أن نتفهم الواقع و نخرج من دائرة ( المُحاصصة ) إن لم يُراعيها التشكيل القادم رئيساً و أعضاءً ، و هذه فُرصةٌ لنُثبت ( كشعب ) أنّنا نُغلِّبُ معيار الكفاءة و نترفّع عن الجهويّات أغلبيّةً و أقلّيّات .
و في سبيل هذا علينا الإنتظار لتقييم الـ ١٠٠ يوم الأولى من عمر الحكومة بعد إستعراض برنامج عملها دون مواقف مُسبقةٍ أو نوايا مُبيّتة .
المطلوبٌ من الرئيس المكلّف أن يستفتح بتصريحٍ يعلن فيه النيّة لسحب قوانين الجدل و التأزيم ، و أن يُغادر الحكومة و مؤسّساتها فوراً أيّ أقرباءٍ له أو أصهارٌ حتّى الدرجة الثانية على الأقلّ و أن يُشهر ذمّته الماليّة ، و أن يكون صادقاً في ما يُكاشف أو يعِدُ به و كذلك في حربه على الفساد .
و على الإعلام أن يتحرّى الدّقّة و المسؤوليّة دون تأجيجٍ و لا تجميل لتتّضح الصورة للشعب .
و على الحراك ان يبقى في حالة إنعقاد دائم و أن يُبقي على مسؤوليته و أن يكون موضوعيّاً ، و أن يكون الشّعب بكافة أطيافه سنداً للرئيس في الثورة على المُفسدين ، و أن يتّبِع شعار ( الظّلمُ في السّويّة عدلٌ في البريّة ) فلا يُحابي و لا يسترضي .
أخيراً ، لا بُدّ لهذا المارد الشّعبيّ الذي طال إنتظاره أن يتمأسس ، و أن ينطوي تحت أذرُع الأحزاب السياسيّة تمهيداً للإنتخابات النيابيّة القادمة ، فهذه الطاقات و هذا الوعي ضائعةٌ إن لم تُنظِّم نفسها و تُخرِج ما في جُعبتها مُستغلّةً الأدوات الفعّالة ذات الديمومة و الإنتاج المُستمرّ .
حمى الله الأردنّ بقيادته المُنحازة لشعبها ، و بشعبه العظيم .