06-06-2018 11:55 AM
بقلم : الاب محمد جورج شرايحة
لقد اثقلت الازمة الاقتصادية على العالم برمته، الا ان وطئتها على الدول النامية كانت اكثر شدة، ولاسيما في ظل التوترات السياسية الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط
وتعتبر الاردن من اكثر الدول في المنطقة تأثرا بالازمة الاقتصادية والضائقة المادية، كونه من الدول غير النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.
وقفة الغضب التي عبر عنها الشعب الاردني انطلاقا من النقابات المهنية وصولا الى كافة شرائح المجتمع المدني كانت وقفة مقدسة مهيبة بمعنى الكلمة ،لانها تعبير سلمي راقي عن وجع المواطن الذي لم يعد يستطيع تحمل ارتفاع الاسعار وارتفاع نسبة البطالة ومشاكل اخرى عديدة، فالمشكلة ليس قانون الضريبة الجديد على أهميته ، بل ان هذا القانون كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فخرج الناس الى الشارع بين المظاهرات تارة والاضراب تارة اخرى.
لقد وصل الشعب في الاردن الى اعلى مستويات النضوج السياسي في البلاد وقد ان الاوان لحكومة برلمانية يختارها الشعب ، من اعضاء البرلمان المنتخب من الشعب
لقد كان مجلس النواب وسيط في الفترة الماضية بين الحكومة والشعب والاصل في الموضوع انه طرف وليس مجرد وسيط
ان موقف مجلس النواب يفسره قانون الانتخاب الذي وصل على اثره اعضاء هذا المجلس الى قبة البرلمان ، فالمطلوب قانون انتخاب جديد يراعي متطلبات الشارع
اعود لتأكيد على ان الاردن اثبت انه انموذج حضاري راقي ، وواحة امن وامان ارسى خلالها جلالة الملك عبدالله اجمل صور التفهم الأنساني لوجع الناس فلم يغضب من صراخهم بل تألم من وجع الصراخ واستجاب بتكليف حكومة جديدة ، لا اقول انها ستحل كل مشاكل الشعب فما زلت اقول ان الحل في الحكومة البرلمانية الا اني ارى فرصة اخرى لرجل بقامة الدكتور الرزاز الذي يحمل من المؤهلات ما يخوله لصنع التغير مع الدعم الملكي
لان غضب الشعب مقدس لدى الملك سوف نعاين التغير والفرق جليا في سماء الاردن قريبا اللهم امين