بقلم :

وحش سفك دماء الكثيرين ومسح البسمة عن وجوه الأبرياء قتل هذا وسبب الإعاقة لذاك فتلك تبكي ابنها الوحيد وذاك فقد رزقه بسبب الإعاقة التي سببها له.

وأولئك الأطفال ينتظرون بشوق وعيون مليئة بالأمل عودة (بابا) إلى غير رجعة بهذه الكلمات بدأت جدتي قصتها فقاطعتها قائلا من هو يا جدتي هذا الوحش ؟ فأجابتني والحزن باد على وجهها أنة غول الطريق فسألتها بلهفة المشتاق أليس هو غول الجبل الذي أخبرتني قصته ليلة أمس. أجابتني : لا. غول الجبل لا يعيش إلا في الجبل، ولكنة غول الطريق الذي يعيش في الطريق وهو موجود في كل وقت وبعد إن أخبرتني جدتي بهذا أحسست بذلك الخوف الذي سكن في داخلي وربما يمنعني من مغادرة البيت أو حتى الذهاب إلى العمل وعندما رأت جدتي الخوف والذعر على وجهي وفي عيني قالت : أنة وجد لخدمة الناس ونقلهم ولكن هناك من حوّله إلى غول وشرير .

فسألتها : ومن هم يا جدتي؟ أجابتني أنهم أولئك الأشرار الفاسدين المفسدين الذين حولوا الطريق إلى مضمار للسباق كل منهم يبرز رجولته وقواه إنهم أولئك المجرمون المستهترون الذين لا تعني لهم الحياة أي معنى إنهم أولئك القتلة الذين لا تهمهم سلامتهم وسلامة الآخرين.

ثم سألتها: إلا توجد طريقة نتخلص بها من غول الطريق؟ قالت : نعم إذا التزمنا بقواعد المرور حينها يمكننا القضاء على غول الطريق فسألتها وما علاقة قواعد المرور بالقضاء على هذا الغول ؟ فأجابت : هذا الغول هو السرعة العالية التي يسير بها السائقون المتهورون الذين يقودون السيارات بسرعة البرق وكأنهم يسابقون الريح

فقلت: إذا يا جدتي إذا التزمنا بقواعد المرور وسرنا بسرعة معتدلة فسنقضي على هذا الغول وسنخلص الناس من شره فقالت أحسنت يا بني وأتمنى من الله إن يحميك ويحمي أبناء هذا الوطن الغالي جميعهم من حوادث المرور وبعدها ذهبت جدتي بعد أن ودعتني ومع هذا لم استطع إن اعرف ما هو سبب حزنها ويكفيني معرفة غول الطريق وكيف أتجنب أذاه .

وألان أنا انتظر أن يأتي الغد بفارغ الصبر كي استمع إلى حكاية جديدة من حكايات جدتي الممتعة.