19-06-2018 09:02 AM
بقلم : محمد النواطير
أودّ تناول الدواويين العشائرية من خلال طرح الأسئلة التالية :
لماذا وجدت دواوين العشائر أو مضافاتها ؟
هل وجدت دواويين العشائر لفتحها بالأفراح والأتراح و في وقت الانتخابات و لاستقبال الجاهات المختلفة ؟
وهل وجدت الدواويين لتجميع الغبار والعفن والهوام المختلفة لتسرح وتمرح فيها ؟!
وهل وجدت أيضا حتى يقال آن للعشيرة الفلانية ديوان على مساحة شاسعة تم بناؤها على أحدث طراز عمراني لتحقيق التباهي والتفاخر لأفرادها فقط؟
و أكاد بعد ذلك أجزم بأن الدواوين والمضافات ما كانت يوما لما ذكرت سلفا بالأساس و بالأصل !!
فالدواوين العائلية بنيت لتكون جامعة تدعوا إلى وحدة صف العائلة أو العشيرة ولم شملها ونبذ القطيعة وترك الخلافات فيما بينها ،، و استحدثت لتكون مكانا يجمع فيما بين الأقرباء على الحب والتفاهم والتعاون والوئام و يقوم على لحمة الدم و الرحم .
و تجدر الإشارة بأن كثير من العشائر بل السواد الأعظم منها لها دواوين يقوم عليها ثلة من الاشخاص الثقات المنتخبين من العشيرة بالتزكية أو غيرها ويكون داخل هذه العشيرة أو تلك بعض الخلافات والتي تكون أغلبها ربما بسبب إدارة الديوان ومن يقوم عليه عادة .
فاذا كانت الدواوين بنيت على حرمة ما، كما هي حرمة المسجد المعروفة أو حرمة البيت المتفق عليها فلا يجوز أن تدخل المسجد لتصلي وانت على غير طهارة كما أنه لا يجوز تدخل منزل أحدهم دون أن يؤذن لك و هكذا هي القصة .
و ختاما أؤكد بأن الدواوين نواة العشائر و عنوانا لوجودها ولذلك و استمرارا لوجودها المجتمعي الإيجابي الفاعل فإن مسؤولية كبيرة تقع على إدارة لجان الدواويين القائمة على إدارة شؤون الديوان و استمرار وجودها أن تنظم رؤيتها و خططها للحفاظ على هذه اللبنات المجتمعية التي تعد ركائز إنسانية لتطور المجتمع و تواصله و الحفاظ على قيمه و أصالته و تاريخه و وجوده .