19-06-2018 02:53 PM
بقلم : العقيد المتقاعد بشير الدعجة
جرتّني وسحبتني معالي وزير الثقافة بسمة النسور الفاضلة إلى حرب تاريخ( جدل تاريخي) لا أرغب في خوضه عندما تجاوزت او تناست عرب بلقاوية عمان وافخاذ من عشائر العبادي الذين سكنوا عمان( الأصليين) ووضعوا اللبنات الأساسية للعاصمة عمان ...وركزت معاليها على بضع كيلومترات وهي سقف السيل وادعت أن المهاجرين العرب من عدد من الدول هم من بنوها .... ولا أنكر بأنهم ساهموا وبشكل كبير جدا في بناء عمان مع أخوانهم الأردنيين من كافة أرجاء المملكة...فالشمس لا تغطى بغربال..
أذكر معاليها ببعض الحقائق الماثلة حتى اللحظة والدالة على سكان عمان الأصليين...وسأقتصر التذكير بما يخص عشيرتي الّدّعجة....
اضف, لمعلومات معاليك أن حلالنا( مواشينا ودوابنا) كانت تردّ( أي تشرب) على مياه سقف السيل كونها أراض للبلقاوية ويقع ضمن مضاربهم يأتون إليه لشرب حلالهم أو للمتاجرة...
أيضا قصر رغدان العامر هو بالأساس يقع ضمن أراضي الدعجة لا بل من أراضيهم....وكذلك مطار عمان والمستشفى العسكري بماركا( سأتحدث عنها لاحقا) هما من أراض تعود لعشائر الدّعجة...والمحطة التي سميت بهذا الإسم نسبة إلى محطة سكة الحديد هي من ضمن اراضي عشائر الدعجة...وكانت مركز الحركة التجاري والنقل للعاصمة عمان...
وازيدك من الشعر بيت معاليك ان ماركا ليس هذا إسمها الصحيح...فقد كانت تسمى (الدّعجة) لوقت قريب ومن يولد بها يكتب بشهادة ولادته مكان الولادة: الدّعجة...
اتعرفي معاليك, ومؤرخي التاريخ أن إسم ماركا من أين أتى?.. ليس كما يشاع أن الاستعمار الإنجليزي - واتحفظ على الاستعمار الإنجليزي للأردن بمفهومه الواسع الشمولي- هذا رايي- أطلقوا عليها اسم ماركا من الكلمة الإنجليزية( Mark) أي إشارة أو علامة....أن ماركا هي بالأساس( مرّكة) نعم مرّكة ( بفتح الميم وتسكين الراء وتشديدها وفتح الكاف وتسكين الهاء) واطلقها أجدادنا عليها حيث موطنهم بالإضافة الى مواطن أخرى...وتعني المتّكيء أو المرتكى ( بظم الميم)...أي الشيء الذي ترتكي عليه... أو متكى عليه حيث أنها أي (مرّكة) تتاكيء وترتكي ومرتكى على جبال عمان كونها منطقة وارض منبسطة ...
وأضيف أيضا أن الهاشمي بشقيه الشمالي والجنوبي كان يسمى ( خنفيسة) وهو من أراضي ومضارب الدّعجة وسمي بهذا الإسم نسبة إلى ال هاشم الأطهار عندما أستقر المقام بالملك عبدالله الأول- طيب الله ثراه- بقصر رغدان فسمي الجبل المقابل لقصر رغدان العامر بالهاشمي نسبة إلى الهاشميين....ولكن لغاية الآن يسمى حوضه بدائرة الأرضي والمساحة ب( خنيفسة)
أما مطار عمان فشيّد باراضي عشيرة الدّعجة وقد شهدت وعاصرت التوسعة الثانية عندما كنت طفلا صغيرا ولازالت ذاكرتي قوية تتذكر تفاصيل التوسعة ...حيث قسّم المطار( مرّكة) إلى قسمين مرّكة الشمالية و مرّكة الجنوبية....
هذه معاليك, بعض مضارب عشيرتي وتواجدها ومراكز التجارة فيها حيث كانت المحطة ومرّكه المركز التجاري لعمان قبل وأثناء العثمانيين ومن بعدهم تركيا...وهذا جزء من تاريخ عشائر الدعجة إحدى مكونات عمان الأصليين ...فأهل مكة أدرى بشعابها...وهذه عمان وضواحيها إحدى شعب عشائر البلقاء وعباد- وأعتذر ان نسيت عائلات أو عشائر من ابناء عمان وضواحيها- ... نعرفها جيدا ...وجسّد حبها فنان الأردن أحد أبناء بني حميدة فارس عوض- رحمه الله- بإغنيته الشهيرة ( عمّان) ...التي كل ما أسمعها تفيض مشاعري بالحب والعشق لها...
وفي الأسفل وثيقة لأحد أجدادي( من والدتي)- رحمهم الله جميعا- تعود لعام 1876 م قبل قرنين من الزمن تشير إلى ما ذهبت إليه....وعلى المؤرخين التدقيق بمكان الولادة( ماركة) - مع إضافة الالف لعدم معرفة كاتب الأحوال آنذاك بلفظ مركة أي قبل الإنجليز بعشرات السنيين (فمركة) علامة مسجلة لنا وليس كما يقول بعض المؤرخين أن الإنجليز أطلقوا عليها الإسم... فنحن من سمّاها مرّكة وليس هم ومعلومات الوثيقة تثبت ذلك...
كتبت هذه المقتطفات السريعة من تاريخ عشيرتي التي هي إحدى العشائر البلقاوية هذه العشائر إحدى مكونات سكان عمان الأصليين بهدف التوعية والتثقيف والانصاف ...وحتى يعرف النشيء الحديث والأخوة العرب والاشقاء والاصدقاء لبلدنا الحبيب التاريخ الصحيح لسكان عمان الأصليين وكل مكون لا ينكر بلده الأصلي وتاريخ عائلته وأنا وأحد منهم...
كتابة التاريخ وعلى مر العصور في كل أنحاء العالم يحصل أحيانا التلاعب به وتشويه عن قصد لغاية في نفس يعقوب او لقلة أو شح المعلومة ...
والله اسأل أن يرعى الاردن ويحفظه من كل مكروه تحت راية عميد آل هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى..