19-06-2018 07:57 PM
بقلم : الدكتور الصحفي غازي السرحان
في لحظة مفرحة لجميع الاردنيين لاقى تكليف الدكتور عمر الرزاز رئيسا للوزراء وكثيرا من الاشادة ,يؤمل منة ان يمثل اسلوبا جديدا في ادارة الدولة والمال العام والشان الاقتصادي وبما يشكلة من رمز لما سياتي في مقبل الايام , بات الاردنيين ياملون بالرئيس الرزاز عهدا يتسم بالعدالة والانفتاح والانفراج والمسؤولية , لم يستمر سوى قلة من وزراء حكومة الدكتور هاني الملقي المقالة شعبيا في مناصبهم وفي الوقت نفسة ثارت موجة من السخط الشعبي وعاصفة من الانتقادات للرئيس المكلف حول الالية التي اختار بها البقية المكملة للطاقم الحكومي الجديد , ومن وجهة نظري الشخصية فان الحكومة تضم باقة من الاسماء اللامعة .
كان علية اتخاذ المسار السريع وتنفيذ الاستجابة المطلوبة حيال قانون الضريبة المثير للجدل كي يهدا الاضطراب في حناجر الناس على الدوار الرابع , وتفريق الطاقة المختزنة على السنة الشباب , والتي ما انفكت تنادي بالقضاء على الفقر والظلم والفساد , ولتكون الحكومة بمثابة اعلان عن مجلس حرب على الفساد والشللية وتوريث المناصب ومد اليد الى المال العام .
ينتظر من الرئيس الرزاز اليوم اعادة تشكيل سياسة الدولة اقتصاديا رغم الميزانية المتواضعة , والنظر الى الاداء المالي في الدولة ولعجز مقدر ب 33 مليار دولار وفي ظلال انحسار المساعدات العربية والدولية الية وتفاقم المشكلات الاقتصادية واهمها ارتفاع تكاليف المعيشة للمواطنين والضرائب وتدني الرواتب ومستوى الخدمات في مختلف القطاعات . وفي سياق الميزانية , تنطوي هذة الميزانية على اشارة واضحة مفادها انها دلالة على الاولوية المعطاة للسياسة الداخلية بما وفرتة سعة ذات اليد التي اتاحتها لنا الشقيقات المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت وانها تمثل احدى الاركان الاساسية للمكون الرئاسي .
كما ينتظر من الرئيس سياسة تتيح انعتاق الجميع وخصوصا فئة الشباب على اعادة الثقة الى من يفتقرون اليها , سياسة يجب ان تتحدث للجميع في كل مكان , سياسة مبنية على التقارب , وبما يجعل الناس يشعرون انهم يعيشون في ظروف امنة , و اعتقد ان هذة الامور ستكون من صلب اولوياتة . الرئيس يود اتباع سياسة طموحة في مجال اعادة انعاش الاقتصاد حيث سيكون للمواطنين مصلحة واضحة في ذلك والسعي الى تطوير الدولة بصيغتيها المادية والوطنية .
بيد ان الرزاز مسلح بخطة عمل تتضمن ان يتاح للجميع عبور النفق المظلم بكل سلاسة وسلام والالتزام بالاصلاحات الهيكلية للاقتصاد والضرائب ولهذة الغاية اعلن عن طريقة عمل جديدة ما يدل على رغبتة في تغيير اساليب عمل الحكومة وادائها والتاكيد على ان الاداء الحكومي على الصعيد الاقتصادي سيشهد انفراجا واصلاحات واسعة وبالتالي التفاتة نحو جبهة جديدة جبهة اعادة ثقة المواطنين بالجهاز الحكومي حيث بين الرزاز انة سيعتمد منهجية التسلسل الزمني والموضوعي بعيدا عن المنهجية التقليدية . وقيادة القروب الحكومي عند الرزاز هي عقد مبرم مع المواطنين ليكون مضيفا او وصيا على تلك الاعمال .
سيكون امام الرئيس الرزاز ان يعتبر نفسة محفزا ودافعا لتحرير الطاقات وجعل الناس يدركون ان المناصب ليست اثراءا ماديا وبرستيجا كماليا وجاة ووجاهة بقدر يعتبر ذلك تكليف وليس تشريف , يقول سابذل قصارى جهدي لارى ذلك يحدث من خلال حكومتي التي ساتحمل انا شخصيا في مقدمتها مسؤولية قيادة الامور الى بر الامان . لا نستطيع ان نرفض الفرصة التي اتاحها الملك للناس بالعمل مع الرئيس الجديد , اذ ان الاقامة في الدوار الرابع واقصد الحكومات ما عادت كما كان سائدا في الماضي , وخاصة بعد ان وصف الملك في معرض تشخيصة لواقع الاحداث ان هناك عدد من الوزراء كانوا نيام .
يقول الرزاز انني جئت مع طموحي بان اتيح لكل فرد في المجتمع ان يكون فاعلا في وطنة وان يلمس المواطن تغييرات في مختلف السياسات الحكومية . وفي اشارة منة مفادها انة عمد طاقمة الحكومي بخبرات اقتصادية وقانونية متخصصة ليستفيد من معارفهم الاقتصادية بالتوازي مع نهج ارستقراطي في التواصل مع الناس والاحتكاك بهم وسماع اناتهم وشكواهم .
الرئيس الرزاز يدرك منذ تكليفة تشكيل الحكومة ان العوائق كثيرة والتحديات ما زالت ماثلة وتعرقل وصول البلد الى بر الامان ليؤكد عزمة على اسقاط تلك العوائق وسعية الى بناء عقد اجتماعي اكثر قبولا وسعادة , ويدرك الرئيس ان هناك اوجة من عدم المساواة في الوصول الى اعمال وانواع ومواقع ظلت محجوزة في السابق لعدد قليل من الناس وان جل مهمتي اي الرئيس تهدف الى انعاش الاقتصاد وبث الروح فية . يحدوني الامل في ان تكرس الحكومة نهج الانفتاح والتواصل وان تستكشف مجالات عديدة للتعاون بينها وبين الناس حتى تصمد امام اختبار الزمن ورهانات الفشل , امل ازدياد مستوى الاقبال على منح الرئيس الرزاز وحكومتة وقتا لاعادة تصويب الاوضاع الاقتصادية وعلى الجميع ان يدرك ان تشخيص الوضع من قبل الحكومة يحتاج الى هداة بال وبعضا من الوقت , انة تحد ضخم امام الحكومة , وعلينا ان نعمل سويا وسنكون في غاية الفخر والاعتزاز ان تمكنت من خلق محتوى ومضامين تساعد الناس من خلال الجمع بين اقطاب المعرفة من الوزراء وبناء شراكات وحوارات ومناقشات تفضي الى توجية الاموال نحو مشاريع مستدامة وانفاق على التعليم والصحة والكهرباء والمياة واستقطاب التجار ورجال الاعمال والمستثمرين وتدريب الشباب وفتح فرص عمل امامهم والتوصل الى حلول للمعضلات في مختلف المجالات ولن تستطيع الحكومة تحقيق هذة الاهداف بمفردها فهي تحتاج الى القطاع الخاص للقيام بدورة ايضا , الرئيس كان واضحا حول موضوع الاستثمار وانة على راس اولويات الحكومة وان هناك العديد من الادوار والسياسات التي على الحكومة ان تنهض بها لجلب الاستثمارات واخذ دورها المهم في تحقيق الاستراتيجيات المتعلقة بالمسؤولية المستدامة .والحكومة مطالبة بتشجيع وتوجية طاقات الذين يرغبون باحداث تغيير ايجابي في وطنهم ومطلوب منها ان تدلهم على الطريقة المثلى لاستغلال مواردهم واوقاتهم .
الاردنيين يدركون ان هناك ثمة تحديات اخرى هامة امام وطنهم ليست فحسب المتعلقة بالاقتصاد بل بمكافحة الارهاب والاصولية وان هنالك على الحدود اخطار ما زالت فاغرة فاها ,وطن يفتدونة بطيب دمائهم وشهامة مواقفهم واصالة مبادئهم , الاردن حصنا منيعا ضد كل طامع او شرير او غادر وهو واحة امن واستقرار وبلد محبة للعالم والانسانية يرخص كل شيء امام تلبية النداء واداء الواجب ,
ولا بد للاردنيين ان يعرفوا ان الاخبار السلبية الحافلة بالاثارة خطر دائم يحدق بمسيرتنا , وهي كالسيل الجارف بما فيها من شائعات متاججة تغرق الخطاب العام , كلها ستلقي ظلالا قاتمة على عقولنا الفردية ووعينا الجمعي وحذاري من ثقافة الاعلام الجديد التي افرط الناس في الادمان عليها .
ايها الاردنيون والاردنيات وحدتنا قوتنا وحتى لا ياتي يوم نضطر فية لدفع الثمن فرادى وجماعات لنصطف خلف قائد الوطن الملك عبد الله الثاني بن الحسين , الملك الذي وجة خطى الحكومة نحو الطريق الصحيح ونحتاج الى وقفة تضامن قوية مع الرئيس الرزاز فهذة الحكومة تمثل الضربة اللازمة على معاقل الفساد والعناد , ولا اظنة الرئيس الرزاز الا قادر على احداث تغيير في النهج والسلوك وتحسين الظروف المعيشية للناس , فكل المؤشرات انة سيعمل بروح مرنة ومستعدا لتحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات ,