حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6640

الأردن في قلب العالم

الأردن في قلب العالم

الأردن في قلب العالم

26-06-2018 09:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور سفاح الصبح

يحتل الأردن موقع جوسياسيا من أكثر المواقع حساسية و خطورة على مستوى العالم بعيدا عن الأيدولوجيات التقليدية لاستقبال الفكرة التي ترتكز على عدد السكان أو اتساع المساحة أو العمق الحضاري للدولة .. وقد أبرقت الطبيعة لتأكيد هذه الرؤية بإشارات كبيرة صارخة ففي اليوم الذي خطت فيه الطبيعة بإصبعها في الأردن أخفض بقعة في العالم قالت هنا المعنى و الدلالة وهنا فوح الأنبياء و عبق الصالحين و هنا رسوم الحضارات الإنسانية والمنارات الأبدية التي لا نظير لها .

و الأردن هو الشاهد على الحلم بوطن عربي كبير واحد موحد بما يحتفظ ببذرة الثورة العربية الكبرى وبلوائها الخالد .. و هو في العالم البلد الوحيد الذي يمتد فيه نظام الحكم إلى النسب الهاشمي الطاهر الذي طالما سالت للمسلين دماء زكية لتمكين أهل البيت و آله أملا بإرجاع الأمر إلى أول عهد و سالف وعده.. و في ذلك كان الأردن بشعبه الموعود البلد الوحيد الذي حافظ على العهد و حفظ الوعد للهاشميين دعاة الثورة العربية المجيدة فكانوا هم الشيعة الصادقة للدعوة و الجند المخلصين للدعاة .

والاردن البلد العربي الأوحد الذي يصل الخليج بالشام و الشام بالعراق و بمصر الأعلى انسجاما في الديمغرافية الأكثر ألوانا و تعقيدا و الأكثر تحقيقا للعيش و التعايش الإنساني بما جمع على حبه شماله بجنوبه و شرقه بغربه فلاحه ببدويه صحراويه بمدنيه ،، و جمع أردنيه بفلسطينيه وعراقيه و سوريه.. و شركسيه و شيشانيه بعربيه .. وجمع مسيحيه بمسلميه ..

والاردن و هو البلد الأعلى في العالم في مستوى التعليم و الأكبر في الحوالات النقدية لمغتربيه أخذا بعدد سكانه و هو من أكثر البلدان ثراء في الموارد البشرية و الطبيعية التي ترشحه لتحقيق تنمية شاملة يكون بها سنغافورا العرب و تقديمه للعب أدوارا متقدمة على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم .. و مع ذلك يعيش أبناؤه أوضاعا صعبة في تنميته و تقدمه لا تتناسب وما سجل وحسب له..

والأردن بات البلد الوحيد في الساحة العالمية الذي سكانه ينفقون فيه على الحكومة لا العكس أصلا و بالرغم من أن مستوى دخل فرده من أقل المستويات عالميا إلا أن عاصمته من أغلى مدن العالم تكلفة للعيش فيها .. ورغم حالة الضنك التي يعيشها كان البلد الوحيد الذي طالب شعبه بإصلا ح النظام لا بإسقاطه ، لأن الأردنيين يستمسكون بإيمان و قوة بالعقد الاجتماعي الذي بنيت عليه الدولة الأردنية وقامت به رسالة الثورة العربية بتحرير الأرض و الإنسان من الظلم و الاستبداد ..

و الاردن البلد العربي الشرق أوسطي الوحيد الآمن الذي يعيش على صفيح ساخن في محيط ملتهب ملتهم .. ليبيت الرقم الصعب و البلد الأكثر تحملا و اهتماما لقضية العرب والعالم فلسطين التي جعلت عيونه لا تنام وقلبه لا يهدأ و جراحه لا تندمل و هو يرنو بحزن و ألم من فوق جباله على الأقصى السليب و على الأرض التي دنسها العدو الاسرائيلي الوحشي الغاشم لاعقا الصبر في صباحه متجرعا المر في ليله ..

و الأردن اليوم الأعلى في المنطقة بين أبنائه بمستويات الاتصال و التواصل الواعي والنقد البناء والمراقبة اليقظة للحكومات ونهجها حيث قرر شعبه الصابر المصابر الرابط المرابط التأسيس لحياة سياسية عامة ومرحلة جديدة قوامها الحوار و المشاركة و الاهتمام الشعبي والنقابي و النيابي و الفردي الذي يقوم على وضع الشعب في موضع السائل لا المسؤول الضامن لا المضمون مرحلة بدأت قريبا بإسقاط الحكومة السابقة ذات النهج التقليدي الضعيف و مراقبة الحكومة اللاحقة ومحاسبتها بما ترتقي إليها التطلعات الشعبية وما جاء في كتب التكليف الملكية و بما تضمنته الأوراق النقاشية نهجا و سلوكا جديدا لا تضع فيه الحكومات نفسها كسابقاتها في خصومة مع الشعب فتنشغل عن بناء الدولة إلى بناء السلطة وإلى الوقوع في أخطاء لم يعد المستقبل جاهزا لتقبلها .

و لأجل ذلك كله و أكثر ،، كان الأردن الذي تفتحت عليه عيوننا و أرواحنا حبا وفداء الوطن الأوحد الذي يعيش في قلب العالم دما يسري نورا في شرايينه و لحنا أبديا يحكي قصته الخالدة .


و عندما أموت سوف يكون الأردن محفورا في قلبي .








طباعة
  • المشاهدات: 6640
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم