27-06-2018 08:16 AM
سرايا - حمل الثاني عشر من نهائيات كأس العالم 2018، بالعديد من المشاهد والأحداث المثيرة، حيث حسم منتخب فرنسا صدارة المجموعة الثالثة حين تعادل مع منتخب الدنمارك بدون أهداف، في الوقت الذي انتصرت فيه بيرو على أستراليا بهدفين دون رد، أما في المجموعة الرابعة فقد تمكن المنتخب الأرجنتيني من العبور إلى ثمن النهائي بعد انتصاره الصعب على نيجيريا بهدفين مقابل هدف وحيد، بينما حقق منتخب كرواتيا العلامة الكاملة بفوزه على أيسلندا بنفس النتيجة السابقة.
سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند أبرز المباريات التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الثلاثاء.
فرنسا والدنمارك .. فاصل من العك الكروي:
النسق العام للمباراة كان أشبه بمباراة ودية، وهو ما جعلني عن نفسي أتساءل مراراً عن إمكانية وجود تواطُؤ من الجانبين من أجل التمهيد لتأهلهما معاً، الأمر الذي أعاد للأذهان مؤامرة البرازيل 1998، وفضيحة خيخون 1982.. وقد كان من الواضح أن كلا المدربين طلبا من اللاعبين التعامل مع المباراة بشكل عقلاني وادخار الجهد قدر الإمكان، خاصة وأن العامل البدني سيلعب دوراً بارزاً في ثمن النهائي، والحقيقة أن ما شاهدناه في هذه المباراة هو فاصل من العك الكروي الخالص.
من المؤكد أن فرنسا ليست بذلك السوء الذي قد يظهر لنا خلال هذه المباراة، فمن فينة لأخرى كانت تظهر بعد المترابطات بين لاعبي ديديه ديشامب والتي كانت توحي بأننا أمام فريق قوي قادر على مقارعة أعتى المنتخبات في حالته العادية خاصة عندما يُسرع اللاعبين من نسقهم، وهو ما لم يحدث سوى نادراً أمام المنتخب الدنماركي.
الأرجنتين ونيجيريا .. تنظيم افتقر للشجاعة الهجومية:
أعتقد أن ما يُعاب المنتخب النيجيري في هذه المباراة، هو أنه لم يغامر هجومياً وظل منكمشاً في الدفاع محاولاً إبعاد لاعبي الأرجنتين عن مناطقه، وقد شاهدنا هذا الأمر في الشوط الأول تحديداً، فقد تميز النسور على مستوى الدفاع وكانوا ذو صلابة كبيرة وتنظيم محكم قلل خطورة الخصم، لكن ذلك بدون ردة فعل، فحتى أسلوب الهجمات المرتدة فشل بالنظر للبطء الذي تتم به عملية التحول من الدفاع للهجوم.. هذا التأخر منح التانجو الوقت الكافي للعودة وافتكاك الكرات، ذلك علاوة على الضغط العالي الذي يفرضه ويوقف به أصحاب الأرض منذ اللمسات الأولى.
لا شك أن الأرجنتين تحسنت على مستوى صناعة اللعب في هذه المباراة، والأمر راجع بطبيعة الحال إلى تواجد لاعب “موزع” يجيد التمرير تحت الضغط ويخفف عبء العودة إلى منطقة الارتكاز على ليونيل ميسي، وكم كان خورخي سامباولي محظوظاً بإقحام إيفر بانيجا الذي تقلد هذا الدور بامتياز، إذ كان اللاعب الأندلسي متنفساً جديداً للتانجو، ليساعد الفريق على التدرج بالكرة من الخلف إلى الأمام مع إيصال الكرات للثلث الأخير بسلاسة وبراعة، وقد طرز لوحته بتمريرة حاسمة سجلها البولجا.
الصعود المتكرر للأظهرة في الشوط الثاني من دون حذر، وانغماس إيفر بانيجا في المشاركة هجومياً أحياناً كادت تؤدي إلى تلقي الأرجنتين لهدف على الأقل، فالمنتخب النيجيري كاد يستغل مرتداته السريعة في النصف الثاني من المباراة (على عكس الشوط الأول) من أجل التسجيل ولولا تألق الحارس فرانكو أرماني من جهة وقلة تركيز مهاجمي النسور لكانت النتيجة مغايرة تماماً.
من الواضح أن المنتخب الأرجنتيني يحتاج لسرعة أكبر عبر الأروقة، فما أظهره اليوم جعله عاجزاً عن استغلال المساحات الكبيرة في ظهر خط وسط المنتخب النيجيري التي كانت تظهر بين الفنية والأخرى، والسرعة في الأروقة مهمة جداً لفريق يريد التدرج بالكرة من الخلف.. والحقيقة أن الحالة السيئة التي كان عليها أنخيل دي ماريا ساهمت في عدم اشتغال الأطراف كما يجب أن تشتغل.