28-06-2018 09:32 AM
بقلم : د.م عبدالحفيظ الهروط
فبإلاشارة لمقالاتنا السابقة ذات النصائح المتفائلة ومنها التي تجلت في كلمة حق عند مليك مقتدر بتاريخ 2/10/2017 حيث كان لأثافية سر ثبات منظومة الحكم في الأردن دليلاً قاطعاً ملموساً لا يقبل مجالا للشك والريبة والإنكار من رب عظيم يعبد: متجليا بالمنحة الإنسانية بإن خلقنا أردنيين من أهل الشام نصرت الله على الأرض، وأصبغ علينا نعمة الأمن والآمان والاستقرار، ووهب للأردن شعباً أصيلاً نبراسه فئات شبابية (فتية آمنوا بربهم) بقيادة إنسانية أبوية غير متسلطة ذات نشاط مستدام للتغيير الايجابي لصعود شخصيات عامة ذات سجلات نظيفة في رئاسة الديوان ورئاسة الحكومة التي كانت من ضمن نصائحنا المتفائلة، علماً بأن هذه الشخصيات واقعة لامتحان رب العرش العظيم بإبتلاء السلطة، فمراقبة قائد الوطن، وفتية الشعب الذين أصبحوا المحرك واللاعب الرئيس في مجري الأحداث على الأرض، بعد أن التقطوا المنحة الربانية لأهل بلاد الشام (الأردن+فلسطين بتوأمة أبدية)، في تغيير التاريخ المستقبلي للمنطقة لتحرير الأوطان بعد تغيير نهج الحكومات المتعاقبة التي هلكت الحرث والنسل.
يا صاحبي المسؤولية الجديدة، إن المغزى الحقيقي لوجودنا الحياتي هو: عبادة الله، لقوله تعالى:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وليس التمكين في الأرض وقيادة العالم، ولكي نكون أكثر بكثير من زمن النصر والتمكين، يجب أن نكون أقرب للعبادة الصحيحة في وقت المشاكل والصعوبات والفتن والشدائد، لان الله من رحمته بنا- يطيل علينا زمن الابتلاء والازمات، لنظل قربيين منه فننجو، بينما التمكن في الأرض نظن عندنا القدرة على فعل الأشياء، ونفتن بالدنيا، وننسى العبادة. فالعبادة هي حالة إيمانية راقية تتهاوى فيها قيمة الدنيا حيث أمرك الله في العيش والحب والبغض والوصل والقطع. كما يحذرنا رسولنا صلَى الله عليه وسلم عندما قال: (من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم؛ احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة). فاغتنموا فرصة العبادة حتى تكون لكم نبراساً سرمديا في قابل الايام ويبقى الوطن رتقاً لا فتقاً في الحكم الرشيد؛ قبل أن يرفع البلاء،وتاتي العافية، فننسى الله.
يا صاحب الولاية العامة الممنوحة من سيد البلاد، لقد وضعتم حكومتكم تحت الأختبارالعسيرأمام (الفتيان الذين خرجوا بمطالبهم الواضحة المحددة، ذات التغيير الجذري بالسياسات الحكومية والنُّهج الاقتصادية المتبعة وإحداث ثورة إصلاحات تشريعية حقيقية): بتخفض 150 مليون دينار من النفقات هذا العام، وحل مشكلة الضريبة على سيارات الهايبرد. وإصدار بطاقة لكل مريض سرطان تكفل له تلقي العلاج المجاني وتصون كرامته، وإصدار نظام لتنظيم ترخيص المدارس الخاصة من رسوم مدرسية وتحويل رواتب المعلمين إلى الحسابات البنكية. وهيكلة المؤسسات والوحدات المستقلة حيث يكون كل وزيرهو المرجعية في قطاعه، وتفعيل مدونة السلوك وإشهار الذمة لجميع الوزراء. وكذلك تفعيل منصة إلكترونية تتعامل مع الشكاوى والاقتراحات من المواطنين، للحفاظ على حقوق الجميع.
فهل ينجح هولاء الرجال في إغتنام فرصة العبادة بدلاً من فرصة النصر والتمكين؟ وهل يمكنهم إعادة كتابة عقداً إجتماعيا متيناً بين الهاشميين والشعب وبافي أثاقية الحكم الرشيد بمشروع نهضة وطني شامل: خالي من الفساد والمفسدين، ذوعدالة إجتماعية، يلبي طموحات وتطلعات الجميع وخاصة الفئات الشبابية؟؟ وهل يضمنوا حق المواطن في الحصول على المعلومة والمساءلة والمحاسبة عبر كل المؤسسات الدستورية من خلال الحوار والاستماع للمواطن وتطويرالمشاريع والبرامج لتتناغم مع اولوياته الذي يعبرعنها عبرالمجالس البلدية والمحلية ومجالس المحافظات ومجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدني؟؟؟ وهل تتوافرالنية والارادة والشراكة الحقيقية لهم بإعادة الثقة مع صدى الشارع وتطلعاته لرأب الهوة ذات المرض المزمن بين الحكومات والمواطن؟؟؟؟ علماً بأنهم قد أعطوا جدلاً لإقناعنا يقينيناً ضمن عطوة ذات فرصة أخيرة لمدة 100يوم ليكون لهم أم عليهم؛ وليس ذلك عنا ببعيد!!!