10-07-2018 11:02 AM
بقلم : العقيد المتقاعد بشير الدعجة
جهاز الأمن العام لابواكي له وخطأه- ان وقع- غير مغتفر حتى ولو كان عرضي أو نتيجة عدم تقيد مرتكبه بقانون اوتعليمات مسؤوله الأعلى... أو التأخر باكتشاف جريمة لم تكتمل خيوط اكتشافها...وتسلّ الحراب والسكاكين على جهاز الأمن العام وتفتح عليه وعلى منتسبيه نار جهنم وتهاجمهم الدبابير من كل حدب وصوب وينعتوا بصفات يندّى لها الجبين... ويصبحوا حديث اللحظة ولقمة تلوكها الألسن لفترات طويلة... ونسمع ابواقها تزعق ليل نهارا تذّم الأمن العام ومنتسبيه ....
وإذا أنجز وبسط نعمة الأمن والأمان وسيطر على الجريمة بشتى أنواعها ...وعزّز الجهاز عند منتسبيه ثقافة المواطن أولا...انغمست الحراب خاوية في جرابها..واندحرت الدبابير مهزومة إلى اعشاشها...ولا نشاهد أو نقرأ أو نسمع لها صوت إشادة وعرفانا على هذه الإنجازات الأمنية......
ما قادني لهذه المقدمة هو نكران هذه الأبواق والدبابير ما حققه جهاز الأمن العام من انجازات امنية متميزة خلال الأشهر الاربعة الماضية من هذا العام...في إنجاز غير مسبوق وفق خطة أمنية محكمة وضعتها القيادة الشابة الحديدية الجديدة للتعامل مع الظواهر الجرمية والسلبية التي تؤرق المواطن وأمنه وتمكنت بشكل ابهر الجميع من إعادة حالة التوازن الأمني للمجتمع الأردني من أقصى شرقه إلى غربه...ومن جنوبه إلى شماله....
ودعوني أذكركم ببعض هذه الجرائم المقلقة للمجتمع الأردني وتم القضاء عليها نهائيا أو تحجيمها...أولها السطو المسلح على البنوك وشركات المال التي اصبحت حديث ليس الشارع الأردني فحسب بل العالم أجمع....ماذا حل بها!!!... أين النقود المسلوبه ....الإجابة ستجدونها لدى المحاكم المختصة وشركات ومصارف المال...كذلك سرقة السيارات وتفكيكها أو اعادة تدويرها وبيعها لصاحبها ..لم نسمع عنها جديدا... لماذا اختفت...أيضا الإجابة تجدونها عند مالكي السيا ات المسروقة....أين الاتاوات والخاوات التي كانت كل أسبوع يتم تزويدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض الحراب المسنّة والمتربصة لأي هفوه لجهاز الأمن العام وأبناءه باخبار البلطجية ومغامراتهم في وضح النهار....أين هؤلاء البلطجية والزعران ?!! ماذا حل بهم وماهي أخبارهم?!!.. ولماذا اختفوا واختفت بطولاتهم عن الساحة منذ ثلاثة أشهر تدريجيا ...اسألوا سجن الموقر(1)و (2) وسجن سواقه وأم اللولو عنهم...أين( الجوكر) وإخوانه من أصناف المخدرات الذي أثار موجة غضب نارية قبل سنتين ويباع ويشترى على قارعة الطريق وبعزّ الظهر( الحمرا) ...لماذا اختفت ظاهرة ( الجوكر) وإخوانه منذ أشهر قليلة.. أين تجّاره ومتعاطيه?!! ...اسألوا محكمة أمن الدولة ومراكز معالجة مدمني المخدرات..ماذا عن الإعتداءات وأعمال( التنغيص) على المستثمرين ..أين اختفى مرتكبوها فجأة بدون سابق إنذار.?!!.. لماذا لا نسمع أو نقرأ عنها شيئا منذ فترة قصيرة ...ابحثوا عن الجواب ستجدوه بعبارات الشكر والتقدير والامتنان التي يرسلها المستثمرون لقيادة جهاز الأمن العام وأبناءه على نعمة الامن والامان التي يتمتعوا بها و مؤسساتهم واستثماراتهم ...نعم ستجدوا هذه العبارات محفوظة في ملفات الأمن العام وعلى صفحات وسائل الاعلام المختلفة...ماهي أخبار جرائم القتل التي أثارت الراي العام خلال الأسابيع الماضية وخاصة جرائم القتل( الخمسة) التي وقعت خلال ثلاثة أيام في مختلف أنحاء المملكة...هذه أنا سأقول لكم أخبارها ...لقد تم إلقاء القبض على مرتكبيها جميعا بوقت قياسي نصفق له طويلا...لكن سؤالي هنا لماذا لم يرافق اكتشافها الشكر والعرفان والإشادة بجهاز الأمن العام?!!!...الآ يستحق الجهاز ذلك? !!!!.
أين الممارسات السلبية المرتكبة من قبل بعض أفراد الامن العام بحق بعض المواطنيين التي كنا نشاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي ونقرأ عنها?!!....لماذا اختفت منذ أشهر قليلة...أليس هنالك ( تسونامي) سريع بقوة (100) عقدة أطاح بها ودمرها تمهيدا للقضاء عليها نهائيا?!!!...اتريدون الجواب? ...حسنا.. ستجدونه بالثقافة التنظيمية( المؤسسية) التي زرعت عند كل منتسب لجهاز الأمن العام خلال الفترة الماضية ...وستجدون نتائجها بأساليب تعامل رجل الأمن العام الجديدة والحضارية مع المواطن..لكنها تحتاج لفترة قصيرة لتتمكن قيادة الجهاز من غرسها ورعايتها...
هذا فيض من غيض وبعض الإنجازات الأمنية التي حققتها القيادة الشابة الحديدة خلال أشهر قليلة وفق خطط أمنية تعد وتطبق بدقة متناهية...
والسؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه كل مواطن شريف.... اين اختفى من استل سيفه وهيّج عش الدبابير على جهاز الأمن العام ومنتسبيه عندما كانت السلبيات منتشرة?!!...لماذا لا يحّكم ضميره وينصف الآن الأمن العام ويعترف بروعة وعظيم الإنجاز الأمني?!!...
إننا نشهد الآن جهاز أمني قوي تمكن من إعادة الصورة الحقيقية والمشرقة له بأعمال وانجازات واقعية ملموسة شعر بها ولمسها غالبية المواطنيين خاصة ممن هم على تماس مباشر مع الأمن العام وخدماته الأمنية والإنسانية والاجتماعية..والاقتصادية والسياحية...
الأشهر القليلة القادمة ستحمل مزيدا من الأمن والأمان للوطن والمواطن..فمن هم على سدة رئاسة الجهاز وطاقمه المساعد يعرفون من أين تؤكل الكتف أمنيا ...فهم خرجوا من رحم الجهاز وبظروف أصعب من ظروف الآن...باختصار جهاز الأمن العام لديه قيادة تاريخية قد لا تتكرر مثيلتها لعقود زمنية طويلة...وللحديث بقية