14-07-2018 09:34 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
معنى العبودية اختزل في الشطر الاول من سورة الفاتحة ,ومن صدق اليقين بها اقرارها وطلبها بدعاء (اياك نعبد),لينتقل الانسان لمرحلة المؤمن الذي هداه الله تعالى لطريق الاستعانة به بدعاء( وإياك نستعين ), لينال الرحمة الخاصة زيادتا على الرحمة العامة التي رحم بها كل الخلق , وبهذه الرحمة الخاصة , يفضل بها المؤمن , بادراك المعنى الحقيقي للحياة الدنيا ,ليتفاعل معها بمشاعر خاصة , يدرك بها نفسه , يحاسبها ليصححها حتى تستقيم فتصبح من الانفس اللوامة والمؤمنة (حقيقة الايمان ) ,لتميزه في كل شيء عمن سواه,وترقيه عن دناءة ماديات الدنيا ومشاعرها ...........
بداية فاتحة الكتاب المباركة (الحمد لله رب العالمين ), فيها اقرار ان الله تعالى هو رب العالمين رب السموات والارض ومن فيهن اقرار توحيد الالوهية التي تعنى ان كل شيء لله تعالى , والاقرار بذلك من خلال ان كل ما يصدر عن المؤمن من قول او فعل لا بد ان يكون لله تعالى حيث يبتعد المؤمن عن الرياء وحب السمعة ,وعن عبادة المصالح , ونسب الربوبية اليه ان كل ما يناله المؤمن هو من عند الله تعالى , تغني المؤمن عن عبادة التذلل لغير الله تعالى ,الحمد لله اقراران كل شيء لله وحده وان كل شيء منه وحده لا شريك له..............
( الرحمن الرحيم ) لقد جاء في سورة الرحمن المباركة العديد من اياته الدالة على ان الله تعالى خالق الكون ومن فيه, ومنذ البداية, ومانحه الحياة , من خلال دقة قوانين حركته,ومنح العقل البشري القدرة على التمييز والتوصل لإعجاز اياته ,حسب مراحل تطور الانسان , معقبا بعد كل اية من اياته الدالة عليه كخالق’ التي يدركها البشر والجن (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ), زيادة على ما اودع في النفس البشرية هداية الشكر والتقوى,رحمة عامة اشتقت من اسمه الرحمن تهدي الناس لخالقها من خلال توحيده والثناء عليه بالحجة والبرهان ("انما يخشى الله من عباده العلماء)وتزيد المؤمن ايمانا ليرتقي لاعجاز الله تعالى في النفس البشرية ,من خلال رحمة الرحيم الخاصة لاوليائه ينالون يقينها بفضله عليهم , في الدنيا قبل الاخرة, ويحرصوا عليها بالشكر والثنا ء على رب النعم , (والشكر فعلا لا قول ), ولكل نعمة شكرها , يثبت بها نعم الله التي لا تحصى ,والثناء على الله لهداية توحيده , وزيادة الايمان به من خلال رؤية اياته في كتابه الكريم من خلال اياته في الكون,التي حث الله تعالى المؤمن على التدبر والتفكر في اعجاز اياته ,التي تجعل من الضال والكافر من غير المتكبرين على الحق, مؤمنين بالله تعالى, فالخير يناله المتواضع.......
(مالك يوم الدين )اقرار الحمد لله رب العالمين واقرار الثناء عليه بانه الرحمن الرحيم , جعل لهما دلالات في الواقع ,الذي يدركه العقل البشري القادر على التدبر والتمييز ,وكذلك ما انفطرت عليه النفس البشريه من هداية التقوى والشكر ,على خلاف الايمان باليوم الاخر يوم الحساب جعل غيبيا من خلال اياته في كتابه الكريم ,ليتبين صدق الايمان بالله والايمان باياته والثناء عليه بشكر النعم, وذلك بمحاسبة النفس,بتجنب الظلم , والفساد وحثها على التقوى والعدل ,وشكر النعم ,والتسامح , فالايمان باليوم الاخر يدركه من ارتقوا بايمانهم لدرجة الاحسان , يدركه الصابرون , المحتسبون , الراجعون لله عند كل مصيبة ,ادركوا حلاوة الايمان وفضائله عليهم بالفهم المميز, والتعامل الراقي بحسن الخلق, وشفائهم من امراض النفس من الحقد والحسد والكره وانعكاسها على الجسد,هم الذين استقاموا يالعمل على قول ربنا الله ’ ليدركوا دلالات اليوم الاخر وانكشافه لهم في واقع الدنيا ,ولكن في اخر لحظاتها ( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )اللهم اياك نعبد وإياك نستعين بان تجعل اخر رزقنا حسن الخاتمه , امين يا من كنت ارحم الراحمين وأكرم الاكرمين ..............