حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,6 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4907

النائب من الخدمة للسياسة أم من السياسة للخدمة؟

النائب من الخدمة للسياسة أم من السياسة للخدمة؟

النائب من الخدمة للسياسة أم من السياسة للخدمة؟

19-07-2018 03:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد النواطير

في دولة دستورية مدنية يعد مجلس النواب الطريق الأكبر إلى التغيير والبناء ، ويعتبر الطريق الوحيد إلى أن تفرض المعادلة وسائل أخرى مثل الشارع أو التدخل الملكي الحكيم أو ربما بالاستجابة لظروف اقليمية استثنائية وفي حالات نادرة يكون ذلك.

و بالعودة الى دور النائب الأساسي وهو التشريع والمراقبة و هو الدور الاكبر فالدستور الاردني يصف نظام الحكم بأنه نيابي ملكي ولذلك يتصف دور النائب بالحكم المباشر و بالدور الذي لا يعلوه دور في نظام الدولة الاردنية .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل يستطيع النائب الذي يناط به الدور السياسي لعب دوره الذي يقوم على المعارضة والمقاومة والتصحيح والاستمرار فيه دون قاعدة ثابتة وقوية يرتكز عليها لإيصال رسالته ، وهل ينجح دون دعم شعبي وتأييد كافي من مناصريه؟.

بكل تأكيد إذا لم يكن محميا من قواعده بداية سوف يسقط سريعا و يختفي من المشهد حتى لو كانت طروحاته  ديموقراطية تحررية قوية لأن حجم الاهتمام الشعبي الداعم للقضايا العامة أساسا ضعيف جدا ولا يعتمد عليه وإن ثقافة المشاركة العامة لا يعول عليها .

و لهذا وجب على النائب أو المرشح ان يكون قريبا من قواعده جدا فيتواصل معهم بقوة ويشاركهم باستمرار ليحصد منهم على الثقة و الحب وهذا لا يتأتى من خلال النشر على صفحات التواصل الاجتماعي او من خلال الحفلات البروتوكولية وبعض الرعايات او من خلال الزيارات المتقطعة للمنطقة في نهايات الاسبوع .

بل يكون بالعيش بين الناس و الالتصاق بهم و فتح باب البيت لهم وتقديم الوقت و الضيافة و سماع قرع باب البيت في الصباح والمساء و الرد السريع على الاتصالات المعروفة اصحابها او غير المعروفة والمشاركة بكل المناسبات المجتمعية مع التعاطي مع الاعمال التطوعية بعمق و المشاركة بكامل القضايا الوطنية دون توقف او انقطاع وليس الاطلالة من برج عاجي و التعاطي مع الأمر كنزهة و تسلية عابرة ومن خلال البرستيج الذي يلا يفهمه العوام من الناس.


فيجب على النائب أو المرشح أن يمشي بالشوارع ويحمل بيده اكياس الخضار ويمر ببائع اللحوم ويتحسس هموم الجيران هذا اذا كان له بيت يجاور به الناس والا كيف سوف تثق بقدرته على تحمل الحمل الثقيل والمراجعات الكثيرة للمواطنين التي لا تنتهي و للمواطن تجارب قاسية مع نواب الأعمال و البريستيج و الباحثين عن الشهرة والتسلية .

و للتدليل على هذا الواقع ففي الاردن نواب أقوياء في البرلمان وما يزالون موجودين لدورات كثيرة والسبب انهم محميون من قواعدهم مخلصين لخدمتها والسهر عليها وعدم التعاطي مع الامر ببرجوازية او بنزوات عابرة وهم في الوقت نفسه قادرون على تصدير خطاب سياسي قوي وخدمة منطقتهم بقوة واقتدار .

واقول للمرشح في ظل غياب الحزبية فان العشائرية والمناطقية سيدة الموقف فاذا اردت النجاح والاستمرار فعليك بقواعدك اخدمها وعش بينها وتحملها واجعل المواطن يشاهدك صباح مساء يسمع منك في كل وقت يدخل بيتك في كل وقت تقدم له الواجب و تأخذ منه الحق وذلك حتى تحصن نفسك أمام عواصف الحكومة وتفرض رأيك السياسي الذي يقود بنا الى بر الامان .

و بهذه الرؤية تكون في البداية الخدمة المجتمعية و في النهاية تتحقق الخدمة السياسية للوطن والمواطنين .. و هذه القراءة التي اخترتها كانت في لواء كفرنجة ومحافظة عجلون ربما نموذجا و لا أدري هل تختلف عن مناطق كثيرة في أردننا الحبيب أم أن الحالة متشابهة !!








* يمنع إعادة النشر دون إذن خطي مسبق من إدارة سرايا
طباعة
  • المشاهدات: 4907
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم