22-07-2018 09:03 AM
بقلم : عيسى الخزاعلة
كنا اينما نذهب في العالم العربي على- الاقل - نرفع رؤوسنا عاليا عندما يتحدث اخوتنا العرب عن مستوى التعليم في الاردن وعن جدية اساتذة الجامعات والتعليم في الاردن. وقد حدثني الكثيرون من خريجي الجامعات الاردنية في الخليج بان خريج الجامعات الاردنية كان مميزا في مستواه التعليمي ويختلف عن اقرانه من خريجي الجامعات الاخرى غير الاردنية والتي كان يحصل منها بعض الطلبة على الشهادة بكل سهولة وهذا ياتي –حسب البعض – عن طريق الدفع والتقرب من البرفسور باي شكل من الاشكال.
سمعة التعليم الجامعي في الاردن ما زالت سمعة نفتخر بها ولكن هناك من يحاول بسبب الطمع اللجوء الى التزوير لبيع شهادات ثانوية عامة وبكالوريوس وماجستير ودكتوراة. فهناك كما وصل الى مسامعي عصابات متخصصة في التزويروقد كنت اشاهد بعض الاعلانات على الشبكة العنكبوتية تروج لشهادات مزورة في عدد من الدول العربية منها الاردن. ولم اكن اصدق هذا الامر لولا انني سمعت عن بعض الحالات داخل الاردن من اشخاص يعرفون حالات بعينها حصل اصحابها على الثانوية العامة مثلا ودرسوا بنا عليها في جامعات خاصة وحصلوا على شهادات جامعية وهم الان –على ذمة الرواي- يعملون في الميدان. يبدو ان هناك عصابات متخصصة تبيع هذا الشهادات بأثمان ليست بالقليلة ويوجد هناك من يدفع في سبيل الحصول على شهادة دون اي عناء.
كتبت في هذا الموضوع قبل ذلك علىى صفحتي على الفيسبوك ولم اجد اي ردة فعل من اي جهة وهنا اكتب مرة ثانية لعل وعسى ان يتنبه المسؤولون الى هذه القضية المهمة التي تسيء الى سمعة التعليم في الاردن. واليوم وصلني فيديو من احد الاصدقاء يوضح فيه مقدم برنامج على احدى الفضائيات الكويتية بان هناك شخص اردني يسوق لشهادات مزورة بعد ظهور فضيحة الشهادات المزورة في الكويت والتي يحملها بعض من يتسنمون مناصب مهمة في الكويت - حسب مقدم البرنامج حسب ما ذكر الاعلام. هذا لا يعني ان مصدر الشهادات المزورة هو الاردن فقط وانما يبدو ان هناك عصابة تقوم بتزيور شهادات من عدة دول.
من هنا اهيب بوزير التعليم العالي الايعاز لجميع الجامعات والخاصة منها بالذات ان تدقق شهادات الثانوية العامة الصادرة من الاردن وغير الاردن خاصة في فترة الخمسة عشر سنة الماضية وان تقوم الجامعات بالتواصل مع وزارة التربية لتدقيق شهادات التوجيهي لجميع خريجيها في الخمسة عشر سنة الماضية. واهيب ايضا بدولة الرئيس - الذي اجزم بانه لن يسكت عن هذا الامر وسيوليه اهتماما كبيرا - ان يوعز الى وزير التعليم العالي لمتابعة القضية المنشورة على احدى الفضائيات الكويتية لانه لديهم رقم الشخص الذي اتصلوا فيه ووعدهم بشهادة مزورة بقيمة ثلاثة الاف دولار.
الفساد طال كل شيء حتى التعليم واذا وصل الى التعليم فلنقرأ على الدنيا السلام ولنقرأ على سمعة بلدنا السلام التي شوهها فاسدوا الداخل. واتمنى على مجلس النواب ان يتبنوا قانونا لمحاسبة كل من يسيء الى سمعة البلد سواء في الداخل او في الخارج لانه حدثت حالات كثيرة اساء فيها بعض الاردنيين للوطن ولم يجدوا من يحاسبهم.
رعاك الله ايها الوطن الذي اصبحت ذبيحا للفاسدين من جميع الاشكال والالوان.