حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6247

الفساد جريمة

الفساد جريمة

الفساد جريمة

23-07-2018 08:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات

الفساد في الاردن عجيب ومكافحته اعجب واغرب فعندما اشتعلت شرارة الربيع العربي كل الفاسدين ارتجفت قلوبهم خوفا وارتعدت اجسامهم رعبا ، عشرات ملفات الفساد تكدست في جوارير هيئة مكافحة الفساد ، انطلقت السنة الناس تفصح عن حالات كثيرة من الفساد في القطاعين العام والخاص وعلّنا لم ننسى الهاربين الذين لملموا اوراق فسادهم وحملوها في حقائب سفرهم وطاروا من فوق الوطن ليروه صغيرا فلم يعد مكانهم المفضل ، ولعلنا لم ننسى ايضا محاولات تهريب آخرين وانخراس البعض منهم وهجرهم المجالس العامة ووصدّوا ابواب قصورهم بمتاريس الرمال حتى يعصى على رجال الامن والشعب من القاء القبض عليهم ، كانت هذه الحالات بمثابة الخدش او الجرح الذي لم يصل لحد القطع ولم يتعدي الايذاء السطحي ، وبعد ان استقر الامن في الاردن وتوقفت المظاهرات لا لأن الامن استطاع ان يستوعب الثوران الشعبي ولكن لأن الشعب خاف على وطنه بعد ان اشتعلت نيران الربيع في الجوار في دول شقيقة فأكلت الاخضر واليابس عندها توقف الربيع فجأة واعيدت ملفات الفساد الى سلات المهملات لينفض الفاسدون غبار الخوف عن اكتافهم وينزعوا ثوب فسادهم القديم ويرتدوا ثوبا جديدا يُظهر غطرستهم واستخفافهم بثورة شعبهم التي اطفأها حب الوطن فاستأسد الفاسدون وزادت سطوتهم ووضعوا ايدهم هلى كثير من مفاصل الاقتصاد والسياسة ، وحتى لا يسألني احد اين الفساد الذي تتحدث عنه فها هو الرئيس الرزاز يقول للملأ بان جلالة الملك قد اعطاه الضؤ الاخضر لمكافحة الفساد وهذا اقرار صريح بوجود فساد ولا بد من القضاء عليه .

في السنوات التي تلت الربيع شهدنا طوفاناً من الفساد في القطاعين العام والخاص وبدأت الحكومة في سباق في فسادها مع القطاع الخاص ، فعشرات حالات الفساد الاداري والاقتصادي كشفت عنها الاحداث ، فرصد مستثمرٍ هنا وابتزازه هناك ، والتستر على متهرب في الضريبة ومرتش في الجمارك وعلى الحدود ، زوابع كثيرة اثيرت وشكلت طوزا مخيفاً غطّى سماء المملكة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها ، بيعٌ لمقدرات الوطن ، التنازل عن السيادة على منافذه البرية والبحرية والجوية ، عطاءات تُحال حسب الاهواء والمزاج ، لا قانون يُسيّد ولا قضاء يُحكّم ،انسعار في ارتفاع الاسعار ونهب وتجويع بفرض الضرائب بعضها لا ندري كيف ولماذا تفرض كضريبة فرق اسعار الوقود وغرامات ضريبة الدخل وغيرها الكثير ، جرائم تلوى جرائم وقعت على الشعب بسبب عجز الحكومات عن متابعة فساد هم عرّابوه وصانعوه ، وكلما تقدم الوقت ازداد التفنن في اشكال الجريمة ، نواب وزراء ومدراء اثارتهم غرائز حب المال فانخرطوا في الفساد ، فنائب يتجرأ على سرقة الماء والكهرباء و مدير يقبض الملايين للتستر على متهربين ، وزراء يستغلون الوظيفة فيوزعون كيكة العطاءات الى زبانيتهم كالاشغال والطاقة وغيرها ، شركات بيعت ثم أُستعيدت بخسائر تقدر بالملايبن .

الجرائم كثيرة وكثيرة جداً وآخرها جريمة المطيع التي جاءت على ترددات جريمة البليط لتكشف مدى العفن بين الساسة والاقتصادين .

نحن امام تحدٍّ كبير فإما ان نكون او لا نكون فلقد طلبت الحكومة مئة يوم للقيام بواجباتها بتحٍّ لكل الصخور الصوّانية والامواج العاتية والنيران البركانية والحيتان والديناصورات لتحقق العدل وتحارب الفساد .

فانا ومع عدم قناعتي بأن احد غير ملك البلاد يستطيع ان يعلن الحرب الحقيقية على الفساد لكنني وكما الشعب الاردني نؤازر رئيس الوزراء ونقف خلفه اذا كان جادا في محاربته فلم يعد يصعب على احد تقفي اثر الفساد خاصة مع وسائل التواصل التي فتحت الابواب مشرّعة امام الجميع للاشارة الآمنه عن فساد هنا او سرقة هناك .

دولة الرئيس نحن متعطشون حقاً لمكافحة الفساد فان استطعت شهدنا لك بما يُقال عنك وان لا فانت كسابقيك الذين اشبعونا كلاما وخيّبوا آمالنا فعلا لا بل ان بعضهم بان بأنه احد اضلاع اشكال الفساد .


حفظ الله الاردن آمنا نظيفا من الفاسدين .








طباعة
  • المشاهدات: 6247
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم