27-07-2018 05:11 PM
سرايا - قالت المطربة سميرة توفيق بأنها تهرب حاليا من الأضواء والشهرة وتفضل البقاء على مسافة منهما مقابل متابعتها الدائمة لأخبار الفن من بعيد. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أحب أن أقف على كل جديد تشهده الساحة الفنية ولا سيما بما يتعلق بأشخاص أحبهم وأكن لهم كل المودة. فهؤلاء يذكروني بأيام جميلة عشتها معهم فأفرح لفرحهم وأسعد لأي تطور أو تقدم يبلغونه على الساحة. وعندما يتصل بي أحدهم ليخبرني عن جديده من باب المحبة التي يكنها لي، يرقص قلبي فرحا وأقدر مبادرته هذه لأنها تنبع من باب الوفاء الذي تربيت عليه».
وتؤكد صاحبة لقب «سمراء البادية» بأنها لا تنسى أبدا من بادلها الجميل وبأنها ما زالت على علاقة وطيدة مع شخصيات وعائلات وحكام عرب لأنها تحمل لهم كل الاحترام وهم يبادلونها إياه أيضا. «جميل أن نبقي على علاقات إنسانية بهذا المستوى من الوفاء لأشخاص يتمتعون بقيم عالية وأنا فخورة بذلك».
وعما إذا هي تشتاق للغناء اليوم ترد: «طبعا أشتاق للغناء فهو يسكنني وأفكر دوما في تقديم عمل جديد فيما لو يساعدني وضعي الصحي». فـ«زازا» كما تحب أن يناديها المقربون منها ترى أن النجومية تغيرت عما كانت تمثله في الماضي وتوضح: «لكل زمن نجومه وطعمه ونكهته فلا يمكن المقارنة ما بين حالته اليوم والأمس. في الماضي كنا نتعب ونجتهد كثيرا لإيصال أغنية ننفذها. وكانت الإذاعات في مقدمة وسائل الإعلام التي تساهم بذلك. أما اليوم فعملية إيصال أي عمل غنائي صار سهلا في ظل انكباب الناس على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. المجال الإعلامي بحد ذاته تبدل ولم يعد يفصله عن الفنان تلك المسافة الشاسعة التي كان يجتهد لاجتيازها». وهل سميرة توفيق تلجأ اليوم إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتواكب أخبارها؟ «لا أمضي وقتا طويلا في ذلك وغالبا ما يتم ذلك بواسطة لينا (ابنة شقيقتها) فأقرأ كل جديد يتعلق بالساحة الفنية وكذلك المقالات والأخبار التي تطالني أنا شخصيا». فمطربة البادية تؤكد بأنها تحب الاطلاع على هذه الكتابات فتتعرف إلى أصحاب أقلامها.
وكانت سميرة توفيق قد وافقت أخيرا على غناء الفنانة الأردنية زين عوض اثنتين من أغانيها.
فتواصلت معها واختارتا سويا عملين أحدهما بعنوان «شبابنا» وآخر «الليلة عيد». وتعلق: «بالفعل تم التواصل بيني وبين زين عوض وهي على فكرة فنانة أردنية راقية تعرف ما لها وما عليها، وهي خلوقة ومهما تحدثت عنها يبقى قليلا لوصف شخصيتها الجميلة». وتتابع: «ليس هناك من شبه كبير بين صوتي وصوتها إلا أنها تعرف الغناء على الأصول وتؤديه بشكل محترف وأخذت بتوجيهاتي وملاحظاتي وعملت بهما». وتؤكد من ناحية ثانية أنها تشجعها كثيرا لا سيما أنها تمثل الأردن البلد الذي تربطها بأهله علاقة وطيدة ووثيقة.
كثيرات من الفنانات حاولن أن ينصّبن أنفسهن خليفات لسميرة توفيق التي تميزت أغانيها باللون البدوي، وغالبا ما كنّ يقمن بتسجيل واحدة من أغانيها دون إعلامها أو الأخذ بموافقتها، فهل هذا الأمر يزعجها؟ «نعم يزعجني ليس لأنهن يغنين لي فأنا وعلى العكس تماما أفرح عندما أعرف أن هناك من لا يزال يحب تقديم أغاني. ولكني لا أحب الأسلوب الذي يتبعونه، فيقدمون أغنية ما دون العودة إلى من باب الاحترام واللياقة. فمن يؤدي أغنية لي هو كمن يدخل إلى تاريخي ومن حقي أن أعلم بالأمر مسبقا. فأنا لن أقف حجر عثرة أمام طموحات أي منهن لا بل أسعد لذلك وبالتأكيد أعطيها موافقتي من كل قلبي». وتضيف في هذا الموضوع: «أحيانا يغيرون باللحن وبكلام الأغنية وهذا أمر مرفوض تماما من قبلي ولا أوافق عليه بتاتا. فعندما كنت أؤدي أغنية فولكلورية مثلا، كنت أتقيد بتاريخها ولحنها وكلامها، فلا أسمح لنفسي بالتصرف بها. لا يمكن اللعب بكلام كتبه شاعر كبير ولحنه أحد عباقرة الموسيقى، فهل أتفوق عليهما وأحاول إبراز مفهومياتي عليهما من باب التكبّر؟ فهذا الأمر يضايقني بالفعل عندما يحصل معي من خلال التغيير بكلمات وألحان أغان لي من قبل أحدهم». وتشير أن النصيحة الأبرز التي أسدتها لزين عوض هي أن لا تبدل بكلام ولحن الأغنيتين اللتين اختارتهما من أرشيفها الغنائي.
تهتم سميرة توفيق بأخبار السياسة في لبنان والعالم العربي وهي تمضي يومياتها بهدوء، فيزورها الأصدقاء وترتشف معهم فنجان قهوة بعد الظهر، وتمضي أوقاتا لطيفة معهم. كما أن غالبية وقتها تمضيها مع لينا رضوان ابنة شقيقتها وتقول: «إنها حبيبة قلبي وأتمنى لها كل التوفيق والنجاح في حياتها».
لا تفارق عبارات التودد والمحبة سميرة توفيق في حديثها لـ«الشرق الأوسط» فتشعر بأنك في حضرة نبع حب لا ينضب. فحتى عندما ترغب في الإشارة إلى موقف سلبي تعرضت له من قبل أحدهم تستدرك الأمر لتختمه بكلام إيجابي له مفعول السكر في كوب من القهوة المرة. «هكذا تربيت وأهلي علموني أن أحب دائما بعيدا عن مشاعر الكراهية الفتاكة. فالكلمة الحلوة يمكنها أن تكسر أي جليد قد نتعرض له في علاقاتنا الإنسانية».
أما أحلام سميرة توفيق وتمنياتها فلا تحصرها بنفسها وتقول: «الإنسان مهما تقدم في العمر تبقى لديه أحلامه الخاصة به، خصوصا إذا كان من الأشخاص الذين يحبون الإنتاج ويستمتعون بالحياة فتبقى آمالهم كبيرة وأنا من هذا النوع من الناس. ولكن أحلامي اليوم لا تتعلق بي وحدي بل لديها وجهات أخرى تطال الأشخاص الذين أحبهم والمقربين مني فهؤلاء يستحقون بأن أفكر بهم وبسعادتهم فأتمنى لهم كل خير».