30-07-2018 08:40 AM
بقلم : العقيد المتقاعد بشير الدعجة
تابعت ما تناوله الاردنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي زيارة الفنانة العربية أحلام إلى مدينتنا الوردية البترا بواسطة طائرة عسكرية تابعة لقواتنا المسلحة.....
وهاجت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي هيجانا وانتقدت انتقادات لاذعة ليس لزيارة الفنانة أحلام إنما كان النقد للوسيلة التي اقلتها إلى البترا..
واعتبر الغالبية ذلك انتقاصا من كرامة قواتنا المسلحة ومنتسبيها- لا سمح الله -ومست هيبتهم ...هذه الهيبة التي يفتخر ويعتز بها كل أردني ويبذل الغالي والنفيس لتبقى هيبة قواتنا المسلحة عالية ترفرف في أعالي السماء...
هنا أقول انهم أي المنتقدون معهم حق لأسباب كثيرة أبرزها النظرة التقليدية للجيوش وصورتها الذهنية المختزنة والنمطية في عقولهم على مر العقود الماضية والتي لم تتغير بتغير النظرة العصرية للجيوش وواجباتها الحديثة...التي تعدت الصورة (البيضاء والسوداء) المختزلة بالحروب والقتال...فالصورة الجديدة لجيوش العالم تعدت القتل والكر والفر إلى واجبات متعددة كالانسانية والاجتماعية والتشاركية مع المجتمعات المحلية والمساهمة في التنمية الشاملة المستدامة...في التصنيع والزراعة والتعليم والاعمار...والسياحة ...
إنني وبكل تواضع مع الخطوة الجريئة وغير المسبوقة التي أقدمت عليها قواتنا المسلحة في الترويج للسياحة الأردنية باستثمار زيارة الفنانة أحلام التي بغض الطرف عن محبيها أو باغضيها...فهي فنانة لها ثقلها في المجال الفني ويعشقها ملايين من المعجبين...وسيتابع زيارتها محبيها ومبغضيها...وبالتالي الرسالة الإعلانية من الزيارة حققت أهدافها الترويجية السياحية كاملة وبنجاح...وبتخطيط إعلامي سياحي احترافي لم نعهده من قبل من مؤسساتنا...
خطوة في الاتجاه الصحيح من قبل قواتنا المسلحة التي سبقت مؤسسات وطنية كثيرة بتفكيرها خارج الصندوق لاستغلال كافة إمكانياتها واستثمارها خارج نطاق الحرب والمعارك والخروج من الصورة التقليدية إلى الصورة العصرية ... فالامكانيات البشرية والمادية كثيرة ومتنوعة والاحتفاظ بها لمعركة أو حرب قد لا تأتي يعد تدميرا شاملا لهذه الإمكانيات لذلك لابد من استغلالها في التنمية الشاملة المستدامة....
التفكير خارج الصندوق والتفكير الإبداعي علما يدرس في الجامعات ويحتاج الى ذكاء ومهارات عالية ...وهو دائما يأتي بأفكار غير مألوفة وغالبا ترفض من قبل أصحاب القرار لأنها عكس الصورة النمطية السائدة الدارجة والمتعارف عليها ذهنيا...
على من أنتقد الزيارة بسبب الطائرة العسكرية وامتد انتقاده إلى ابعد من ذلك...عليه أن يعرف المردود التسويقي الذي أحدثته هذه الزيارة للسياحة الأردنية موفرة بذلك ملايين الدولارات لتسويق البترا بالطرق التسويقية التقليدية...
بصراحة أفهم بنظريات التسويق وأساليبه وفنونه وما أقدمت عليه قواتنا المسلحة يسجل لها إنجازا تسويقيا سياحيا نصفق له طويلا...ويثبت القائمون عليها احترافيتهم وبعد نظرهم في تسخير إمكانيات القوات المسلحة لخدمة المجتمع الأردني وموسساته...وللحديث بقية