سرايا -

محمد النواطير - توشحت بالسواد يوم اول امس بلدة الخالدية بمحافظة المفرق ، بعد ان استيظ الاردنيون على خبر وفاة (6) اشخاص بحادث تصادم مروع على طريق الخالدية المفرق من بينهم (4) فتيات بعمر الورد ، و (6) وفيات على طريق العقبة الخلفي ، الذين أدمت فاجعة موتهم قلوب الأردنيين.

ولم يَمضِي يوم حتى وقع حادث اخر على طريق العقبة الخلفي وراح ضحيته (6) اشخاص من عشيرة واحدة ، وبحوادث متفرقة خلال ال(72) ساعة الماضية اصيب (29) اصابة بجروح ورضوض بمختلف انحاء الجسم ، فلم يتمكن الاردنيون من الانتهاء من حزنهم على فاجعة موت فتيات الخالدية وزهراتها حتى صدموا وفجعوا بخبر حادث العقبة ، الذي اشعل الامر مواقع التواصل الاجتماعي.

ما وقع في اليومين الاخيرين ، ليس حادث سير مؤسف عابر على طريق عام او خطأ سائق ، بل جريمة قتل ، تقع على شوارعنا، في المفرق و الصحراوي وفي معظم الشوارع المهترئة الرديئة التي طالما تغنت الحكومات المتعاقبة وتبجحت أنها استدانت المليارات ووصلت بالمديونية الى أكثر من 35 مليار دولار ، من أجل البنية التحية و وصيانتها و إدامتها، فلا هي أصلحت الشوارع وعبدتها ، ولا قدمت شيء يذكر يخفف من ضحايا الطرقات التي لن يبرح ذنب وفاتهم اعناقهم، ارواح الابرياء التي حصدتها سوء ادارتهم .


المجزرة التي وقعت على الطريق المفرق الخالدية ، وعلى طريق العقبة الخلفي وراح ضحيتها خيرة بنات وابناء الوطن ، وحوادث اخرى وقعت بمختلف طرقات المملكة ، ليست الأولى من نوعها لا من حيث العدد ولا من حيث طريقة وقوع الحادث ، ولن تكون الأخيرة، وستبقى هذه الطرق المشؤومة.

في بعض الدول التي تقع فيها حروب وقتال ، وبراميل متفجرة ؟، وقنابل عنقودية ، لا يخسرون ضحايا بهذا العدد المخيف ، المرعب ، ومع هذا المسؤولين سواء كانوا وزراء او رؤساء حكومات يقولون على استحياء "حادث سير مؤسف" والمؤسف ان لا احد منهم يقرع الجرس من اجل النهوض بالبنى التحتية للطرقات وخاصة الاكثر خطورة في المملكة كظريق الخالدية المفرق وطريق العقبة الصحراوي وغيرها .

المسؤولية الأولى يتحملها رئيس الوزراء ، ثم وزارة الأشغال العامة والاسكان عن أوضاع الطريق السيئة،و تَتحمّل إدارة السير والدوريات الخارجية جزءا من المسؤولية وعليها أن لا يبقى عملها مقتصرا على السرعة وحزام الأمان، وفرض المخالفات .

والسؤال الابرز هل يتحرك رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ليوجه وزراءه المختصين بهذا الصدد لعمل الدراسات اللازمة ويعطي الالولية للطرق من اجل الحفاظ على ارواح الشباب ، والتقليل على الاقل من الوفيات ، ولا نقول انهاءها بشكل جذري .

وقالت وزارة الصحة ان حوادث السير تعتبر رابع اعلى سبب للوفاة في الاردن والسبب الاول في الفئة العمرية بين 5 الى 44 سنة وهي تشكل عبئا صحيا وماديا كبيرا على الدولة .

الرحمة والمغفرة لارواح طالبات العلم زهرات بلدة الخالدية بمحافظة المفرق ، والرحمة لوفيات العقبة.