04-08-2018 05:43 PM
بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
ليس بالغريب سماع الأخبار الواردة من الخارج ، لكن المُريب و المؤسف هو تصديقُ ( كُلُّ ) و ( أيُّ ) ما يُبَثّ و كأنّهُ كتابٌ مقدّس .
فصدقُ الرواية من مِصداقيّة الرّاوي و كُلُّ إناءٍ بما فيه ينضح ، فهل بات " كوهين " هو الصّادق الأمين ؟! حاشا لله !
إستقرّ العرفُ أن يُعلن عن عودة جلالة الملك بسطرٍ واحد ، فلسنا تحت مظلّةِ نِظامٍ مُتعطِّشٍ للإستعراض و تقبُّل الولاء و الطّاعة !
و لم نشهد إعلاناً حيّاً بالصّوت و الصّورة سوى في حالاتٍ إستثنائيّةٍ نسألُ الله ألّا تتكرّر دواعيها ، كعودة الراحل العظيم " الحسين " طيب الله ثراه من رحلات العلاج ، و عودة جلالة الملك حفظه الله مُستقطعاً رحلة عملٍ لدى إستشهاد الطيار البطل " معاذ الكساسبه " .
ما لا ننكره على أحدٍ هو حساسيّة الشعب تجاه كُلّ ما يتعلّق بالمليك ، فهذا من ضروب الحُبِّ و من آيات الولاء و ديدَنِ المُنتمين المُخلِصين ، و لا نجمّل واقع المنظومة الإعلاميّة الرسميّة الرجعيّة الركيكة بكُلِّ أركانها إضافةً لإتّساع فجوة الثّقة بالمؤسّسات و عجزها - إن صحّ التّعبير - عن أداء واجباتها الغير تقليديّة كأسبابٍ تزيدُ في حُمَّى التأثُّر أحياناً !
لستُ من أنصار فكرة " المؤامرة الكونيّة " على الأردنّ كإسطوانةٍ تقليديّة مُمِلّة ، لكنّ المشهد المُحيط صريحٌ هذه المرّة بمُناهضته لمواقف الأردنّ السّاعية لإجهاض المُخطّط الجديد و تسوياته الظّالمة .
و لم يكُن من المستبعد و لن تكون مفاجئةٌ في قادم الأيّام إذا ما إرتفع سقفُ التّشكيك الخارجيّ المنظَّم و الموجّه عبر آلات الحرب النفسيّة الّتي لم تضع أوزارها يوماً و لم تسترِح ، بل هذا مُتجذِّرٌ منذ عصر الجاهليّة إذ أُسند الإختصاصُ فيها للشُعراء ثمّ تحوّل لأجهزة إعلامٍ حربيّةٍ حتّى تطوّر الحال و أوكلت المهمّةُ لأبواقٍ و أقلامٍ مدنيّة الغِلاف مع تطوُّرِ زماننا و أدواته !
الخلاصة ، أنّنا جميعاً مُلتفّون حول العرش ، لكن دون إنجرافٍ أو إنجرارٍ يؤدّي إلى تقزيمٍ غير مقبول ، فلا يصِحُّ أن تظهر مؤسّسة القصر بمظهر المُنزعج أو الرّاضخ لإملاءاتٍ متى و كيف يظهر الملك ، و لا يجوز لكُتّابٌ يدّعُون أنّهم من " النخب ِ" أن يُسهموا في السّعي اليائس لهزِّ منظومة وطنٍ و عرشٍ إستناداً إلى روايةٍ يُقسِم إسمُ صاحبها أنّهُ مُغرضٍ !
سيتابع جلالة الملك نشاطه المعتاد في قادم الأيّام بإذن الله ، و لا بُدَّ أن يكون في ما جرى درسٌ و عبرة لكُلِّ الأقلام الّتي مارست " السّقوط الحُرّ " سواءً تلك المُنصاعةِ للدعاية الهدّامة أو تلك المنبرية للتبرير فأخفقت هي الأُخرى !
و على غرار ما قال البَطلين " وصفي " و " حابس " لكوبان نقول :
( تخَسَى يا كوهين ) !
حمى الله الأردن ملكاً و شعباً
المحامي / علاء مصلح الكايد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-08-2018 05:43 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |