بقلم :

 فجاءة وبدون سابق إنذار ولا ترتيب مسبق تجده يزور قرى في مناطق نائية, كثيرا منا لايعرف إذا كانت القرى التي يزورها موجودة على خريطة الأردن, غير مكترث لبعد المسافة أو وعورة الطريق, متحديا برودة الطقس ومطر الشتاء كل هذا لم يمنعه من الوصول إلى مبتغاة الذي جاء من اجله وعندما تتوقف سيارته وتلامس قدماه الأرض يمشي بلهفة ويسبق من معه كيف لا وهو متشوق للقاء الأهل والعزوة وعندما يصل إليهم ويشاهدونه تتحجر حناجرهم وتتسمر إقدامهم في مكانها, من كان يتوقع أبو الحسين بيننا,وبطلته البهية وابتسامته الحنونة يمشي نحوهم فاتحا ذراعيه يخلصهم من هول الموقف ,فتنطلق الحناجر قائلين أهلا أبو حسين ,وتسرع إقدامهم لاستقباله,يصافحوه ويعانقوه , نعم أنهم صادقون,

كيف لا وهم مازالوا على العهد ,عاهدوا أنفسهم بحب الوطن وملكيه حالهم حال كل الأردنيون ولم يكن فرضا أو إجبارا بل من تلقاء أنفسهم ,عاهدوا أنفسهم إن يكونوا مثالا للخير والعطاء كوطنهم الأردن ,عاهدوا أنفسهم إن يزرعوا ارض الأردن نخوة وشهامة ويحصدوها عزة وكرامة , فهنيئا لهم بهذا الوطن وهنيئا لهذا الوطن فيهم . وهو مستحق لأنه جالس على الأرض بينهم يتحدث معهم مستمعا إلى مشاكلهم يلاعب أطفالهم ويشرب من قهوتهم ويهز فنجان القهوة السادة ملبيا حاجاتهم,نعم مستحق فهو احد إفراد العائلة , هو الأب والأخ والصديق ,مثالا اعلي يحتذي فيه ,من منكم سمع أو شاهد شخص يفعل مايفعله ؟ لاتستغربوا فهذا أبو الحسين .

لا تكذب شخصا إذا أخبرك إن الملك كان في بيته أو حيه أو قريته ولا تدع الشك يساورك من كلامه ,ولا تكذب شخصا إذا أخبرك إن مشكلته حلت أو إن احد الأشخاص الفقراء عولج من مرضه وان احد أبناء العائلات الفقيرة يدرس في الجامعة , ولا تكذب شخصا يخبرك عن مدرسة بنيت في قريته أو مركز صحي أو ملعب,فتأكد أنها حقيقة وليست قصة من نسج خياله.

وأنت أيها الأخ الحبيب الساكن في المناطق النائية قد يجول في بالك بأن لا احد يعرف عن الظروف الصعبة التي تعيشها وانك مريض وبحاجة إلى العلاج أو بحاجة إلى سقف بيت يقيك حر الصيف ومطر الشتاء, لا تقلق فأنت احد أبناء هذا الوطن وكرامتك محفوظة, وتوقع إن يزور الملك بيتك.