11-08-2018 09:29 AM
بقلم : الأستاذ الدكتور حسن البكور
منذ تأسيس جامعة الحسين بن طلال وهي تحثُّ الخطى للحاق بشقيقاتها الأوائل ، وبلوغ تلك المنازل التي تبوّأتها ، بقيادات إدارية حكيمة ، تجتهد تبعا لإمكانياتها ؛ للارتقاء بها تعليما وإدارة ، ولا ينكر أحد أن كل من قادها قد بذل ما بوسعه ، ليسجّل مدماكا من النهضة والبناء والتطوير .
واليوم وقد أُوكلت المهمة القيادية ( لعطوفة الأستاذ الدكتور نجيب أبو كركي ) استبشر منسوبو الجامعة خيرا به ؛ وتوسّموا في رؤاه العلمية والموضوعية وروحه الوثّابة كلّ الخير ؛ لإحداث التغيير والتطوير في البنية التفكيرية لنقل الجامعة من واقعها الذي أصابه بعض الفتور إلى عالم آخر ، تسوده كل معاني الألفة والمودة والتسامح وتعدد وجهات النظر واحترامها على قاعدة : لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة ، ومن باب الأمانة والمسؤولية الأدبية ، تمكّن عطوفته من اختراق كثير من الجدران الجامدة التي كانت تشكّل حاجزا أمام التطوير والتنمية ، كما حمل قرطاسا جديدا ناصعا ، وقلما لم يكتب به أحد من قبل أو يقدر على توجيهه أحد ، إنه مشروع الاستقلالية المتصارعة مع النظرة التقليدية المسبقة المجهّزة من ذي قبل ، التي تتشكّل على خلفيات قديمة تعبر البوابة من خلال فتح النوافذ للرياح التي تهبّ من هنا وهناك ، والإصغاء إلى حركاتها الهوجاء المتدحرجة ، وبحكمة العلماء ، ورزانة الحكماء ، وثقة الأنقياء بذواتهم ، وتجربة الخبراء ، تصدّر رئيسنا المحبوب المشهد العلمي والثقافي في الجامعة والمجتمع المحلي ، وبدأ عمله باتخاذ خطوات مدروسة تشكّل حزما من التغذيات الراجعة ؛ لتكون نبراسا وهاديا له في إطلاق المشاريع النهضوية والتحديثية لدفع الجامعة نحو مزيد من التميّز والريادة ، وتجسير الفجوة بين الجامعة والمجتمع المحلي ؛ انطلاقا من وظيفة الجامعة القيادية التنويرية ، وبناء الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني للإسهام معا في تحمّل المسؤولية ....
وللتدليل على تلك الرؤى الواقعية التي نعتزّ بها ونفتخر ، قام عطوفته ببناء قاعدة معلومات مستنيرة تستند على التقنية الحديثة بإنشاء مجموعة باسم (رئاسة جامعة الحسين بن طلال) على موقع الفيس بوك يشترك فيها جمبع منسوبي الجامعة وطلبتها بإبداء ملاحظاتهم وآرائهم وأفكارهم ونتاجاتهم العلمية ، وانطلق من خلال هذه النافذة إلى حلّ الكثير من الإشكاليات بعيدا عن الضوضاء ، كما دعا إلى استقبال آراء أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلبة حول التشكيلات الأكاديمية والإدارية القادمة على قاعدة (المشورة ، ودع نفسك تتحدث عن نفسها لا الآخرون ) ، تلك هي البيئة الديموقراطية والشورى المعاكسة للتمحور حول الذات مصدر الحقيقة . كما فعّل عطوفته الأنشطة العلمية في الجامعة برعايته وشجّع البازارات الخيرية التي تستقطب الفعاليات المجتمعية للإسهام في في خدمة الجامعة والمجتمع المحلي ، كما قام عطوفته بترويج الجامعة محليا وإقليميا بإقامة (كرنفالات ) في أقاليم المملكة وتسويقها من خلال متخصصين من الأساتذة والإداريين والطلبة وبقيادته شخصيا ، ولعلّ إقامة لقاء متميز في نادي الخريجين بعمان بين الطلبة الذين تخرجوا من الجامعة منذ سنوات ، وبين الطلبة الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة ومشاركة أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية لهو دليل واضح على الرغبة الكبيرة في التغيير نحو جامعة متميزة ورائدة ، ويكتب لعطوفته أنه أتاح المجال لأعضاء الهيئة التدريسية بنشر كل ما يتعلق بأبحاثهم ومقالاتهم على صفحة الجامعة ، ولعلّ من الخطوات الرائدة التي يسّلها التاريخ لعطوفته أنه أصدر تعليمات جديدة لم نعهدها من قبل بتحفيز الهيئة التدريسية على البحث من خلال مكافآت مالية ضمن معايير خاصة ...
ولا ننسى أنّ تعليمات صدرت لتعزيز ثقافة الراغبين من الإداريين في الجامعة وكذلك من المجتمع المحلي الذين يرغبون بدراسة بعض المواد التي يختارونها مقابل رسوم رمزية ، وتلك خطوة مهنية واحترافية لا يفطن لها إلا النابهون ....
تلك هي بعض الإنجازات خلال فترة قصيرة جدا من عمر تسلّم عطوفته رئاسة الجامعة ، وما زال في جعبته الكثير من الرؤى العليا التي يسعى من خلالها إلى النهوض بالجامعة وتطويرها وتعزيز مكانتها ، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع ويحفظهم .