حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6297

فساد ومفسدين متاجرين بالوطن

فساد ومفسدين متاجرين بالوطن

فساد ومفسدين متاجرين بالوطن

11-08-2018 09:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:" يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "صدق الله العظيم

لقد كثر في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة مقلقة وخطيرة تحتاج منا التدبر والتوقف والمراجعة والتقويم.

ظاهرها كلام حق وقلق على الوطن وتباكٍ عليه، ولعان وسِباب على الفساد والفاسدين؛ ولكنّ باطنها باطل وظلام وقتل للرموز الوطنية، واغتيال لشخصيات لا ذنب لها سوى أنها قدّمت نفسها للعمل العام، متحملة بسببه كل هذا الخراب الذي يثار حولها.

لقد نبتت هذه الظاهرة منبت سوء بعيدا عن الرقابة والمسؤولية ومخافة الله عزوجل، فصار بعضنا يكيل لبعضنا الآخر الاتهام والنعت بكل ما هو قبيح والحكم عليهم بدون بينة أو برهان وتوجيه سيل من السُباب والشتم، وتوجيه كيل من التهم إلى حد التهديد بالقتل أو التحفيز عليه بدون إجهاد النفس للتحقق من صدق هذه الروايات على كثرتها، وقلة ما حولها من أدلة؛ فنصّب البعض نفسه خصما وقاضيا وحكما دون أن يبحث عن مصادر الحقيقة، فدخلنا في نفق الظن، وقيل لي، وسمعت من فلان، ونقل لي علان، فصرنا نشاهد الأمور من الأذن لا العين، ودون أن نجهد أنفسنا بالبحث ولو لدقائق عن منابع الصدق والحقيقة والنور.

وهذا يحدث في كل زمان ومكان، ولكنه صار لافتا ومقلقا في وطننا هذه الأيام، فلقد اتهم صلى الله عليه وسلم في عرضه، وهو الصادق الأمين المنزه عن كل ذنب ومنقصة.

قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" صدق الله العظيم

وأنا أعتقد إن هناك فسادا ومفسدين ومتاجرين بالوطن، همهم أرصدتهم، والوطن آخر همومهم؛ ولكني أريد طرح بعض التساؤلات التي تقلقني كأي مواطن أردني يعشق تراب وطنه، ويفتديه بالغالي والنفيس:

1. ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك، ومن هم المحركون الحقيقيون وماهي دوافعهم؟
2. ما هو السر الكامن وراء سكوت أجهزة الدولة بكاملها عن التصدي لكل هذه القضايا بالنفي، أو الإثبات، أو محاسبة كل من يسيء للوطن وأهله ومنجزاته وبغير وجه حق؟

3. إذا كانت التهم والمقالات تتعلق بقضايا فساد، فلماذا لا تخرج علينا هيئة مكافحة الفساد، وتجيبنا عن كل هذه التساؤلات والملفات؟

4. وإذا كانت الملفات تتعلق بالإدارة العامة بكافة مؤسساتها، لماذا لا تطل علينا الناطق الإعلامي باسم الحكومة، وتتناول هذه الإشاعات واحدة تلوى الأخرى ...إلا إذا كانت الحكومة مرتاحة لمثل هذا الوضع ؟

5. لماذا على ابن هذا الوطن أن يبقى متهما، حتى يثبت العكس؟

6. الوضع للأسف غير مطمئن ويحمل في داخله صدامات ومواجهات، وتصفية حسابات سياسية واقتصادية واجتماعية ..وسيكون الخاسر الأكبر في هذا كلّه الوطن ، وسلم الناس ومعيشتهم واستقرارهم.

7. المطلوب سرعة إجراء من الحكومة إن كانت فعلا جاده بمحاربة الفساد، وإن كانت جادة بالمحافظة على السلم والأمن المجتمعي، وإن كانت صاحبة ولاية حقيقية على الشأن الداخلي وذلك أضعف الإيمان.

8. نعم، لمحاربة الفساد والفاسدين الحقيقيين، ولا وألف لا، بقذف الناس واتهامهم وحرقهم بين أهليهم ومجتمعهم وأبنائهم بطرق لا أخلاقية وبغير وجه حق.

دمتم على محجة بيضاء من الحقيقة والنور والحب والسلام والعيش الكريم. وحمى الله الأردن وقيادته الهاشمية بقيادة مولاي صاحب الجلالة المفدى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، من كل مكروه وشر.








طباعة
  • المشاهدات: 6297
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-08-2018 09:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم