15-02-2008 04:00 PM
...اتيح لي قبل ايم ان التقي بأحد الاخوة العراقيين القادمين من بغداد الرشيد والمنصور ...بغداد الرافدين ..بغداد ..مدينة السلام ...اصغيت فيمن اصغى لكلام الرجل وقد اصابني الذهول والشرود الذهني الذي يأتيني عادة عندما ارى او اسمع ما لا يمكن لأنسان يعيش في القرن الواحد والعشرين ان يراه او يسمعه ...اسمعنا الرجل العديد من القصص المأساوية التي تجري في العراق يوميا ...وقسم من هذه القصص عايشها صاحبنا عن قرب ..قصص يندى لها جبين العالم المتحضر ...قصص ستبقى عالقة في اذهان من عاشوها الى الابد ..قصص تكفي لاستفزاز الاموات في قبورهم ..قصص تكفي لتوزيع لعنات الاجيال القادمة على من كان السبب فيما آل اليه وضع العراق الشقيق ..بحيث اصبح كما نرى ..ساحة مفتوحة للقتل يمارسه الجميع ..اقصد جميع من قبلوا على انفسهم السير بالركب الامريكي والسراب الامريكي بنشر الديمقراطية في ربوع العراق ...ومن تلك القصص ..قصة امرأة ماجدة من نساء العراق ...وان كان لا بد من التفصيل ...فالمرأة شيعية المذهب متزوجة من رجل سني كان زميلا لها في الحامعة ..عاشا سويا تحت سقف واحد في بيت عنوانه الدائم كان المحبة والالفة والاخلاص والتماهي اللامحدود مع الوطن وقضايا الوطن ..الكبرى منها والصغرى ...والولاء ..كل الولاء لفكر الطبقة الكادحة من ابناء العراق ....مما حعلهما يناضلان دائما وباصرار من اجل وطن عراقي حر وشعب عراقي سعيد .. كان همهما ان يبقى العراق قويا منيعا عصيا على كل المتربصين به من اعداء الشعوب ..انجبا اربعة اولاد ذكور اكبرهم في الخامسة عشرة من عمره ...وقيل ستة شهور تقريبا ..تغيب الرجل عن بيته بصورة اقلقت السيدة زوجته ..وبعد يومين من غيابه ..طفقت تبحث عنه دون ان يبدو في الافق ما قد يشير الى انه قد يكون حيا او ميتا ..الى ان اتها احد الاطفال وسلمها شريط فيديو قال ان رجلا يركب سيارة اعطاه اياه وطلب منه ايصاله الى السيدة ...ثم انصرف الرجل ...ذهبت السيدة الى احدى جاراتها ...وهي الوحيدة في الحي التي تمتلك جهاز فيديو ...وعند تشغيل الشريط ..كانت المفاجأة التي ربطت لسان السيدة ..مفاجأة لم يدر ببالها يوما ان يحدث مثلها على ارض العراق ...في الحقيقة كانتا مفاجأتين من نفس الطينة البعيدة كل البعد عن كل ماله علاقة بالأنسانية من قريب او بعيد ...المفاجأة الأولى كانت عندما رأت عمها ( الشيعي ) يخضع لما يشبه المحاكمة التي لم تستمر لأكثر من خمسة دقائق من قبل رحال ملثمين ..قصار الاثواب ..مع زبيبة مطبوعة على جبين كل منهم ..وبعد هذه المحاكمة المضحكة المبكية ..حكم عليه امير الجماعة بالاعدام ..وفورا ..تناول احد الملثمين وعء كان الى جانبه وسكب محتويات الوعاء على الرجل وجروه جرا مسافة لا تتعدى الخمسة امتار واشعلوا به النار وهو يصرخ ويولول ويستغيث ..ولا مجيب ..وكيف يجيبونه وهم من يعتقدون انهم بفعلتهم هذه يجاهدون الجهاد الحق ويتقربون بدم هذا الكهل الى الله ؟ ...اما المفاجأة الثانية ..فكانت عندما شاهدت زوجها الغائب عن بيته لأكثر من اسبوع يخضع لمحاكمة مماثلة ..من قبل اناس آخرين ..وكسابقتها ..لم تستغرق المحاكمة اكثر من خمسة دقائق ..حكم على الرجل في نهايتها بالاعدام ايضا ...كان يجلس اثناء المحاكمة على كرسي ومربوط اليدين والرجلين ...وما ان صدر الحكم بأعدامه من قبل كبيرهم ..حتى تقدم طفلان في عمر لا يتجاوز العاشرة ..تناوله اولهم من شعره وتله الى الخلف ..بينما تناول الثاني سكينا طويلا مخيفا وجز به عنق الرجل وفصله عن جسده ..وما كان من الطفل الاول الا ان بقي ممسكا بالرأس بواسطة الشعر ..حيث لوح به ورماه بعيدا ...اغمي على السيدة بعد ان شاهدت ما شاهدته ...انتهت احدى القصص المؤلمة مما قصه الرجل علينا ...اقسم انه لم يكن لي الا صياغة الموضوع واختصار بعض التفاصيل ...ان ما يجري في هذا البلد الشقيق من فرز طائفي بشع يعتبر من اخطر ما افرزه الاحتلال الامريكي البغيض ...وباستثناء المقاومين الحقيقيين للاحتلال الامريكي ..فأن كل القتلة متشابهون وكلهم يعملون خدما صغارا لأهداف الاحتلال ..فالأرهاب ليس له دين ولا مذهب ..لقد آن للشعب العراقي الصابر ان يفيق من هذه الغيبوبة التي اكلت الاخضر واليابس ..ليقفوا جميعا في ظل جبهة وطنية عريضة لأجهاض اهداف الاحتلال الامريكي وكنسه من ربوع العراق ...والى الأبد .. ...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |