حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13219

كفيل شكلي

كفيل شكلي

كفيل شكلي

26-08-2018 09:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مصطفى الشبول
أكثر ما يحزّ بالنفس ويغمّ القلب أن ترى أناساً تَكن لهم كل الاحترام والتقدير وقد تمادوا بالباطل والحرام في معاملاتهم وتعاملاتهم حتى بلغ التمادي عنان السماء ... فما بين الفنية والأخرى يبعث الله برسائل للبشر وهي عبارة عن ضربات موجعة ومحن على من تجاوز حدوده لكن فيها الدروس والعظة والحكمة ... ومع هذا تجد أكثر الناس لا يعقلون .
فمن سنوات ليس ببعيدة ظهرت ظاهرة خطيرة تفشّت وانتشرت بشكل ملحوظ وواضح ، فقد تكون جالس ببيتك أو بوظيفتك فيتصل عليك أحد الأقارب أو الأصدقاء وقد تواجد في أحد البنوك الربوية وقد تقدم لقرض ويطلب منك بشكل مستعجل بأن تتكفله لأنه بأمس الحاجة لهذا القرض وان هذه الكفالة عبارة عن كفالة شكلية لإتمام المعاملة ولن يتأثر راتبك كون راتب صاحب القرض التقاعدي في نفس البنك ، والمشكلة تجد موظف البنك يشجع ويؤيد هذه الكفالة ويؤكد بأن راتب الكفيل لن يتأثر ، فتأخذ الكفيل النخوة والفزعة للقريب أو الصديق فَيُوقّع له الكفالة ... ليتفاجئ بعد شهر أو شهرين بأن خصم القرض حُسم من راتبه... وعندما يراجع الكفيل البنك يُخرج له نفس الموظف (الذي غرر به عند توقيع الكفالة) كشف راتب تقاعد صاحب القرض ليجد بأن عليه قرض سابق وقرض من صندوق المرأة وقرض من الإقراض الزراعي بالإضافة إلى رفع نفقة من الزوجة عدا عن الشيكات والكمبيالات المقدمة به من مواقع عدة بعد أن ورط وكَيّش وخَبّص الدنيا ... والمشكلة بأن هؤلاء الشرذمة من الناس أصبح هذا الشيء عندهم عادة وموروث لا يستطيعوا التخلص منه ، فيبحثوا عن القروض في كل مكان من الجمعيات والبنوك وتجار الأغنام والحبوب ولا يهتمّوا أن كان مصدر القرض حلال أم حرام ، حتى أنهم يصطادوا بالماء العكر ، فيذهبوا إلى من ضاقت به الأمور ويطلبوا منه كفالة لأحد القروض وعلى نفس السيناريو على انه كفيل شكلي ويقوموا بإعطائه مبلغ بسيط من المال مستغلين ظرفه وحاجته للقرش ، وبعدها يكابد معهم ليسترد حقه... ولو نظرت إلى وجوههم لوجدت أن الحياء والرجولة انتزعت منها ... فأفضل مكان وأجمل مكان لهم هو السجون وخلف القضبان.
ولمن أراد أن يعتبر فان الطريقة الوحيدة للفوز ببعض المعارك هو عدم خوضها من البداية ...والشجاع ليس الذي يربح الخصومات وإنما الذي يتلافها ... فبعض المعارك ليس فيها لذة النصر ولو انتصرت لتفاهتها أو لتفاهة خصومها...








طباعة
  • المشاهدات: 13219
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم