15-09-2018 09:01 AM
بقلم : احمد علي القادري
لأول مرة الشعب الأردني يقف بوجه الحكومة ويطيح برئيسها الذي لم يجّمل قرارات الرفع وتحدث بعفوية عن الحلول المفترضة للشعب فبعد البلوبيث ومشروع البكم والخروج من عنق الزجاجة لم يجد سوى قانون الضريبة الذي جاء جملة واحدة دون تحضيرات منمنقة أثار الشعب فنتفض عليه وأطاح به .
حكومة جديدة بوجوه جلها سابقة حملت موظفين البنك الأهلي واحدى المؤسسات التي تعكف على تمكين دور المرأة مع أشراك أحد الحراكيين الشباب .
لتحدث ضجة شعبية وبرلمانية بين مؤيد وناقد ولكنها كالمعتاد أجتازت ألأختبار النيابي بنجاح , فبدأت الحكومة تغييراً واضحاً بالأسلوب ولكنها لم تحدث تغيراً حقيقياً على أرض الواقع بل أستكملت سياسية الرفع بطرق أخرى حيث أضافت فرق المحروقات على فاتورة الكهرباء والمياه وأبتكرت أنواع أخرى من الضريبة المضافة على المواطن ، فبعد تبخر النفط وصور السلفي هنا وهناك وزيارة كشك البلد وأطلاق التغريدات على مواقع التواصل الأجتماعي والزيارات الميدانية التي لم تحمل معها شئ سوى مزيداً من الأستعراض .
أما الشعب والوطن فقد أستشهد ثلة أخرى من جنوده مجدداً على أيدي الأرهاب وعصابات الغدر في عملية الفحيص ووادي الدبور ليلتحقوا بمن سبقهم من الشهداء أبان عهد حكومة الملقي في حادثة الرقبان ثم أربد ثم مخيم البقعة وأخرها في قلعة الكرك , وكأن تجديد الحكومات نذير شؤم على شعبنا العظيم .
وخلال الأشهر الأولى تتفجر قضية الدخان في مشهد درامي عجزت عنه أضخم شاشات العرض السينمائي في هوليود فبعد أكتشاف خلية ضمت العديد من الشخصيات كان بطلها (مطيع ) رجل الأعمال المشهور وصاحب الأيادي البيضاء والذي فر قبيل القبض عليه بساعات معدودة , لتتكشف أهم الأسرار خلفه وتبين بأن شركته تعمل في صناعة الدخان المزيف منذ عام 2007 حتى الأعلان عن أكتشافها دون رقيب وحسيب ؟؟؟
وبالرغم من كل هذه الأحداث فقد فرغت الحكومة نفسها من أجل أعداد قانون الضريبة وكأنه هم الأردن الوحيد وخلاصه من الأزمة الأقتصادية وسد العجز المتفاقم ؟؟
وللعلم فأن القانون الجديد للضريبة والذي جاء بشكل تفصيلي , لم يحدث أي تغيير عن سابقة سوى برنامج اللقاءات الميدانية الذي سيجوب المحافظات في الأيام القادمة .
صفقة القرن التي تظهر فجئة وتختفي فجئة هي أهم صفقة سيشهدها العالم ويبدوا أنها هي سبب ما نمر به من ضغوطات سياسية وأقتصادية , فهل سنتحمل أم أننا سننهار تحت هذا الضغط ونقبل بها من أجل الخلاص .
اللهم أننا نستجير بك من قادم الأيام فأعنا ... حمى الله هذا الوطن قيادة وشعباً من كيد كل معتدي