27-09-2018 08:27 AM
بقلم : هناء العلي
هناك مؤسسات وطنية لها دور كبير ومهم في خدمة المواطن الأردني التي هو في أمس الحاجة إليها , وطالما سعت تلك المؤسسات في تقديم الخدمات الاجتماعية والأمنية والتوعية خصوصا في هذا الوقت المتسارع من التطور التكنولوجي الحديث , ورغم ضغوطات الحياة ومشكلاتها التي نتابعها ونعيشها في كل لحظة أتقنت هذه المؤسسات المهمة بجدارة .
تعتبر هذه المؤسسات الإعلامية الوطنية كالصحة في الجسد لا نستشعر دورها الكبير إلا في غيابها فهي كالقلب النابض بالحياة والهواء المتنفس , ولاشك اذا تحدثنا وخصصنا مديرية الأمن العام نتحدث عن المنبر الإعلامي الذي برحم هذا الصرح الأمني وهو ميكروفون إذاعة الأمن العام والمتابع لعدد كبير من المستمعين ويُسمع في صدى أوتاره هموم مجتمعنا الأردني وقضاياه المختلفة .
تعتبر إذاعة امن أف ام إذاعة البيت الأردني المحافظ لعاداتنا وتقاليدنا الأردنية , ولتلك المؤسسة العريقة حادثة عالقة في ذهني ومهما عبرت الأيام تبقي في ذاكرتي المتواضعة, سأستذكر مع تلك الإذاعة الصديقة التي تعتبر لي كالبيت الدافئ و الملجأ الآمن ليس كصحفية فحسب بل كمواطن اعتاد ان يبحث على ما هو قريب لهمومه وحياته ، لا أريد أن اشعر القارئ أني اخط كلمات فقط للإذاعة فأنا اكتب عن مؤسسة ذات وزن كبير ولها دور وطني و أساسي بحياتنا فحكايتي مع هذه الإذاعة بدأت بالصدفة قبل خمس سنوات حينما كنت عائدة من عملي الجديد حيث كنت استمع لها ربما للمرة الأولى ، وحينما وصلت لبيتي تفاجأت بفقدان كمبيوتري الشخصي الذي عليه اغلب ملفات العمل والمعلومات الشخصية المهمة لي ، ولا اعلم هل فقدته بسيارة الأجرة أم أثناء تسوقي ، فتذكرت لحظة سماعي لتلك الإذاعة الصديقة وتواصلها المستمر لهموم الوطن والمواطنين فدخلت صفحة الإذاعة في الفيس بوك وأخذت الرقم واتصلت فوراً على إذاعة امن اف ام , وبدورهم وجهوني لتقديم ببلاغ رسمي لأقرب مركز امني ، علما أنني فقدت الأمل بعودته ، وما هي إلا دقائق قليلة حتى تفاجئت باتصال من رجل الأمن المتابع للملاحظة من مكتب ضباط المتابعة وإذا برجل امن مهذب في الحديث لفت نظري بأسلوبه الراقي و المتعاون مع لهفتي وحديثي المرتبك حينما قال لي " استاذة هناء تعالي استلمي كمبيوترك الشخصي التى قد سبق وان ابلغتي عنه " حين استذكر هذا اليوم يخالجني احساس ان تلك الاذاعة تلونت بالعطاء الدائم ونكهة الاحترام والاهتمام بالملاحظة والجدية ممزوجة بحرفية التعامل وتقنية الأساليب المختلفة التى تدار بها تلك المؤسسة الوطنية .
وحينا ذهبت لاستلم كمبيوتري الشخصي اصابتني دهشة حين وصلت للإذاعة شعرت بالأمان وحس المسؤولية الإنسانية ولفت انتباهي لترحيب الهادئ والتعاون من الجميع , وإحساسي الداخلي ينادي ويقول لى قد حُلت مشاكلي وليس فقط حصولي على كمبيوتري الخاص العزيز علي.
منذ ذلك الوقت وإنا أتابع الأسرة بنكهة الأمن , فى اغلب أوقاتي فراغي , وحتى تنقلي من مكان الى مكان ..إذاعة الامن تملك كادر مهنى لا يستهان به ، وخصوصا البرنامج الصباحي الذي يعمل كخلية نحل من خلال متابعة الملاحظات التي ترد من خلال مندوبيها في كافة المحافظات بالتنسيق مع قسم المتابعة, وكانت لي زيارة ثانية خلال هذا البرنامج فطبيعي ان تجد ضابط يهرول في الممر يمسك أوراق , وفرد ثاني يضع سماعة الهاتف على إذن ويحمل الثانية والهاتف يرن , وهنا أحسست بطعم العمل المنظم والكم الهائل من الجهد , وللمعلومة تمتلك امن اف ام أكبر صفحة "رسمية" أردنية بعددها ثلاثة ملايين ونصف متابعة مما يعطيها سبب في ثقة المواطن بها بالإضافة أنها تبث أيضا بشكل مرئي من خلال قناة جورن امن , صحيح اني أتابعها أحيانا بصمت ولكن أشارك ببرنامجها المسائية باتصال و أقدم رأيي في المواضيع المطروحة المحافظة والتي تشد من يستمع لها.
ولاشك ان برنامجها الصباحي عبارة عن متنفس لحل العديد من المشاكل التى تواجه المواطن الأردني وإيجاد الحلول العالقة والسريعة والاهم من ذلك الاهتمام والاحتكاك القريب من الإذاعة بالمواطن بكافة السبل , فمثلا حين يتصل المواطن ويجد المذيع يساله ! ماذا حصل بمشكلتك السابقة تعرف ان هناك اهتمام ملحوظ باي شكوى , لا اعرف طبيعة عمل ارشفه الملاحظات أو ان ذاكرة المذيع تتذكر جميع الملاحظات في ذلك الوقت ، سواء كانت من تحت الهواء من خلال مقسم ضباط المتابعة أم من خلال أثيرها ، ولا شك أن المبادرات حكاية نجاح أخرى حيث أطلقت هذه الإذاعة عن عدة مبادرات مثل مبادرة "لا تقتلني بفرحتك" والتي علق عليها جلالة الملك , ووقع عليها وجهاء المحافظات بالتزامهم حينما تنافست بموسوعة جينس كأطول وثيقة في العالم .
قبل فترة تابعت قضية أرجو أن لا احد يتعرض لها كونها مؤلمة , الا وهي قضية الطفلة نورهان وأخوها والتي نجحت امن اف ام في إعادة الطفلين لذويهما خلال ساعة من نشر القضية.
في ذلك الوقت سافرت إلى الخارج وشاهدت مؤسسات من عدة أنواع خطرت على بالي امن اف ام , وفور عودتي للمطار طلبت من سائق تاكسي ان يضع موجة امن اف ام , وربما سبب كتابتي هكذا مقال حينما سمعت في صباحها خلال البرنامج المفتوح مبادرة رائعة أطلقها رجل أعمال في تقديم يد المساعدة والعون للتكفل برسوم الدراسة الجامعية للمحتاجين لعدد من المقاعد , وربما خلال خبرتي المتوسطة في الحياة وسفري يتبادر بذهني أن أفضل استثمار وطني هو استثمار التعليم .
في الختام لهذا الإذاعة دور كبير وصرحها يستحق التكريم , فلو عادت عقارب الزمن للخلف لجعلت مشروع تخرجي بعنوانها , فهي سباقة وقت الأزمات كالثلوج وإغلاق الطرق والحوادث التي تتسبب في إعاقة الطريق ومحاربة الإشاعة فحين استمع لخبر إذا أردت أن أتأكد منه أتابع موجز الأخبار أو نشرتها أو صفحتها وموقعها الرسمي ومن ميزتها أنها تتابع قضايا الرأي العام وهي محور الإعلام في زمننا هذا , فهي حاضرة في كل الأزمات مثابرة مع كل المشكلات.
نحن بحاجة إلى هكذا مؤسسات تستشعر هموم المواطن الاجتماعية في كل مكان وقادرة على حل القضايا سواء الأمنية أو حتى القضايا العامة فهنئيا لنا بهذا الصرح الإعلامي والعسكري في الوقت ذاته , ورجال يرفع بهم الرأس لمن يعمل على هذا النسق من الإذاعات والمؤسسات ليس الإعلامية فحسب بل الوطنية ككل فيجب ان يضع لها نيشان تقدير وترفع القبعات احتراما لها في العمل في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها وخاصة بشعارها لتستشعر هم المواطن الأردني بنكهة أمنية , فهنيئا لجهاز الأمن العام كهذه مؤسسة ذات رسالة مهنية صادقة والتي تقوم على خدمة المواطن أينما كان وحل قضاياه وهمومه.