حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16497

ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟

ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟

ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟

27-09-2018 08:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د رشيد عبّاس
ذات يوم قرأتُ مذكرات طيار حربي اسرائيلي,..يقول فيها: (عندما كنت بحدود الـ(18) عاما من عمري صعدتُ الى سلم طائرتي الحربية من نوع F-16 لاستكمال متطلبات الدورة التدريبية فوق صحراء سيناء,..قلبّتها بالجوّ كالعصفور ويقصد الطائرة, كانت السرعة رهيبة جدا, وتذكرتُ حصة السرعة والتسارع في مادة الفيزياء عندما كنت طالبا في المدرسة, واصبتُ الهدف المرسوم بدقة عالية, وحصلتُ على تقييم ممتاز من المدرب عند عودتي الى مدرج القاعدة حيث فرق المدربين),..في الوقت الذي فيه شبابنا يتسكعون هبوطا على ابواب ومداخل مدارس الاناث,..وهنا اتساءل ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟
على احد القنوات التلفزيونية شاهدتُ يوما من الايام برنامجا تكنولوجيا لفتيات بحدود الـ(18) عاما من الجنسية الكورية بلباس موحد شاهدتهن يقمن بتجميع قطع ساعات اليد الرجالية كورية الصنع من ماركة SWC في احد المصانع الكورية, هذا العمل كان يتطلب من تلك الفتيات الدقة والاتقان في العمل لان هذه الاداة (الساعة) تمنح الناس كل الناس في العالم اجمع ادارة الوقت واحترامه,..في الوقت الذي ليس فيه لدينا اية قيمة للوقت, ونقوم بسرقة الوقت من عجلات الانتاج جهارا نهارا,..وهنا اتساءل ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟
قصة الشاب الامريكي الذي لم يتجاوز الـ(18) عاما, قصة تستحق الوقوف والتوقف عندها, فقد اكتشف طالب المرحلة الثانوية الأمريكي تايلر بارني (17 عاماً) سر دفين وكبير لعملاق التكنولوجيا الأمريكي (آبل)، خبأته الشركة في ثنايا التحديثات الجديدة لأنظمة التشغيل التي تعمل بها هواتفها القديمة, لدفع المستخدمين إلى شراء هواتف الشركة الجديدة, حيث توصل لذلك من خلال بحثه حول سبب بطء هاتف أخيه مقارنة بهاتفه،..في الوقت الذي ما زلنا نستخدم فيه نحن هذه الأجهزة للتهديد ولمعاكسات الاخرين,..وهنا اتساءل ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟
واكثر من ذلك, فقد اكتشف شاب هندي الجنسية لا يتجاوز الـ(18) عاما، ثغرة في تطبيق أوبر لخدمة السيارات تسمح للشخص الحصول على توصيلات مجانية بدون دفع مقابل طوال حياته، حيث نشر هذا الشاب (أناند براكش) فيديو يثبت فيه وجود الثغرة التي تعتمد أساسا على اختيار المستخدم لطريقة دفع غير صالحة لا يمكنه السداد من خلالها ليستمتع بعدد لا نهائي من التوصيلات المجانية, وأوضح الفيديو أن الاستفادة من الثغرة يتطلب من الشخص قدر من المعرفة بالبرمجة والأكواد، حيث من الصعب على الإنسان العادي اكتشاف الثغرة ومعرفة كيفية استغلالها, وقامت شركة أوبر، المتواجدة في أكثر من (500) مدينة حول العالم، بإصلاح هذه الثغرة في تطبيقها, كما منحت أناند مكافأة مقدارها (13) ألف دولار تقريبا, فقد خصصت هذه الشركة مكافأة مالية عالية لكل من يكتشف ثغرة خطيرة في تطبيقاتها,..في الوقت الذي يقوم فيه شبابنا بالتفحيط بالسيارات على منحنيات الشوارع العامة,..وهنا اتساءل ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟
الوضع عندنا مختلف تماما للأسف الشديد, فشبابنا اليوم لديهم قلق من... وليس قلق على..., كيف لا وقد قال احد المفكرين الغرب يوما, قال: (الامة التي لم ولن تشارك في بناء الحضارة ستنقرض, ولا اقصد بالانقراض الزوال تماما, انما ستبقى مثل هذه الامة محط تجارب للأخرين,..فالتجارب على بعض الكائنات الحية كالـ... ربما يأخر الوصول الى النتيجة المطلوبة, في حين ان التجارب على البشر يتم الوصول الى النتيجة المطلوبة مباشرة وبشكل اسرع),..وهنا يحق لي ان اتساءل دون تردد, ألا يدعو ذلك إلى «القلق» على هذه الامة؟
الفكرة يا سادة يا كرام تدور حول المشاهد المخلّة التي ظهرت في مهرجان «قلق» والذي اقيم في مطعم التلال السبعة, لكن هل هناك ابرياء في معارك هذه التلال, اقصد تزامن اخرون بحكم الصدفة في هذه الصور والمشاهد واللقطات, وكيف نميز بين هذا وذاك؟..الجواب يتمثل في الذهاب الى مثل هذه الحفلات المشبوهة, نعم المشبوهة, وهذه دروس يمكن الافادة والاستفادة منها في قادم الايام.








طباعة
  • المشاهدات: 16497
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم