07-10-2018 07:22 AM
بقلم : هديل عبد الفتاح
في زقاق مدينة تشتعل بالأصوات ، بجسدٍ منهَك و بقدمين مثقلتين ، وقفتُ هناك ، كانت وقفةً متمايلةً تهُزُّ ثباتَها نسماتُ الهواء اللطيفة .
تراني هناك ، أمُدُّ يدًا نحو السماء مُباعِدةً بين أناملي ، كزهرة في أول أطوار نموِّها ، تميلُ نحو الشمس محدِّثةً إياها حول طبيعة مُتنمِّرة ، لم أُجِدْ الحديث أو الشكوى كعادتي ، كنتُ فقط أنظر للسماء بتلك العينين المنكسرتين ، فاقدةً لأملٍ في وجود من يفهمني .
دام انتظاري طويلًا ، حتى ما عاد الكسرُ يشفع لعينَيَّ ؛ ليَخْفِتَ ضوءُهما شيئًا فشيئًا ، و تلك اليد الممدودة لم تقوَ على الاستمرار في انتظار من ينتشلُها من حزنها !
حين ضممتُ يدي مكسورة الخاطر لصدري ، لعلّي أضمِّد لها جرحًا صغيرًا ، و حين باشرت في إخفاض عينَيَّ المطفأتين للأرض ، و إذ بزائرٍ متأخرٍ يطرق بابَ صورة عيني الضبابية ، ما كنتُ أجرؤ الاستمرار في النظر ؛ فالضوء كان ساطعا ، و عين طفا فوقها السواد ترى سطوعَه مضاعفًا .
و بعد انتظار تشوبه محاولات سرقة نظرات اجتاحها الفضول ، تبيّن أنّه بدرٌ ، أزاح غيومًا حالت فيما بيننا لأجلي ، ضمّد جروح قلبي الدامي ، و أوقف نهر دموع بدأ جريانَه ببزوغه .