15-10-2018 08:50 AM
بقلم : د. غازي عبدالمجيد الرقيبات
ومن منبر مجلس الامة خاطب جلالة الملك شعبه الاردني العظيم؛ بوصفه الصابر الوفي ، اهل العزم والارادة الصلبة ، طالباً اياهم مع اقتراب الذكرى المئوية الاولى للتأسيس لمواصلة المسيرة الجادة لبناء مستقبل الاردن الذي نريد ، وتحقيقاً لذلك لا بد من الارتكاز على محاور الدولة الاساسية (دولة القانون القائمة على الحزم والعدالة، الاقتصاد الصلب المزدهر، والتركيز على جودة الخدمات الأساسية للمواطن الاردني) وهنا تؤكد الرؤى الملكية على محورية دولة القانون ودولة الانتاج والانسان ، فهذه خلاصة رؤى ثاقبة للنهج المستقبلي الذي ينشده القائد وكل المواطنين المخلصين لتراب الاردن .
بالمقابل وبالإشارة الى ظروف الوطن في الماضي القريب فقد ابرز جلالته بعض الجوانب الواجب مراجعتها ومعالجتها؛ كعدم الرضا من اليات التعامل مع بعض تحديات الحاضر الذي نعيش، اضافة الى ضعف الثقة ما بين المواطن والمؤسسات الحكومية ، والابعد من ذلك والاشمل هو المناخ العام الملبد والمثقل بالتشكيك والاشاعة وجلد الذات والنيل من الانجازات الوطنية او انكارها والذي يقود في نهاية المطاف الى الاحباط ، ويتوجه جلالته مخاطباً ايانا ؛ بضرورة انصاف الوطن واستذكار انجازاته لتحويل حالة عدم الرضا عن صعوبات وتحديات الواقع الى طاقات محفزة لبناء المستقبل ، وما اثلج صدورنا تأكيد جلالته بانه (لن يسمح بان يكون تطبيق القانون انتقائياً ولن يتحول الفساد الى مرض مزمن ). وهذا يتطلب تعزيزاً لاجهزة الرقابة وتفعيلاً لمبدا المساءلة والمحاسبة وايلاء جل الاهتمام للخدمات الاساسية للمواطن من صحة وتعليم ونقل ، ولان الاردن دولة ذات رسالة فهو يكافح جاهداً لرفع الظلم والسعي نحو السلام وحماية الاسلام الحنيف وتبني الوسطية والاعتدال والتسامح والحداثة والانفتاح على العالم.
وأخيراً فاننا نشاطر جلالته ونتوجه الى نشامى الجيش العربي الباسل واجهزتنا الامنية بتحية الفخر والاعتزاز بتضحياتهم وبطولاتهم ، فلهم علينا العهد ان نكون لهم السند والرديف كما كنا دوماً لاجل عزّ ومجد وشموخ الاردن الاغلى.