15-10-2018 08:58 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
العامل المشترك في تحريف الاديان عند متبعيها ,عامل واحد وان اختلفت اساليبه ,لاكنها تحقق مقاصد عدوها الشيطان الرجيم ,لتدمير الحضارة البشرية ,ولكن من خلال اوليائه من البشر الذين لبسوا عباءة طغيان الفساد ليظهروه للعلن ,وذلك في غياب وعي التحريص والتحذير منه ,منذ بدء خلق الانسان ,لهذا كان تحريف الاديان بشتى الاساليب من اولوياته,لكن الباطل يبقى اضعف من ان يخفى عن ميزان الحق ,الذي يميزه العقل البشري الذي انفطر عليه , وخاصة بعد طغيان الباطل على واقع حياة الناس ..........
الكتب المقدسة التي نزلت ما قبل القران الكريم تم محاربتها بالتحريف اولا , وباستحداث نصوص مقدسة لرجال دين نسب لكل منهم مسمى لكتاب من الكتب المقدسة ,فأصبح التقديس للرجال ولدور العبادة فمنهم تؤخذ تعاليم الدين ,لهذا اشركوا اهل الكتاب بتوحيد الالوهية, وفصل مفهوم الدين عن حياة الانسان ,وتم تسييس الدين كونه الوازع الاقوى لتجييش الشعوب , من الحروب الصليبية ليومنا هذا الذي اشتدت فيه العداوة والنقد للقران الكريم , رغم ان كل ما ينتقد, ما زال هنالك نصوص موجودة ضمن كتبهم المقدسة ,مطابقة لما ينتقد في القران الكريم ,وهي من نصوص مرسليهم والتي تميز بالخطوط الحمراء اسفل تلك النصوص ...............
رغم ان القران الكريم قد حفظ من التحريف من الله تعالى , إلا ان العقول هي التي قد تم تحريفها ,من خلال طواغيت اعداء البشرية,اعداء الحق الذين انتسبوا للطغيان من شتى ابوابه ,وذلك بدايتا من بعد الخلافة الراشدة الا من رحم الله تعالى ,تحريف العقول من علماء السلاطين , تربت عليها الاجيال ,حتى اصبح الدين بمفهوم العادات والتقاليد,التي وظفت اسم الدين لتحقيق المصالح الشخصية ,بل تقديس الأشخاص ,كل ذالك لبعد الناس عن الفهم الميسر لكتابها وهجره , حيث امكن تقسيم المسمى الواحد الذي يجمع , الى العديد من تفرق وعداوة الطوائف لبعضها البعض, الامر الذي حصل مسبقا مع منتسبي الكتب السماوية التي سبق توقيتها وقت القران الكريم ...........
العامل المشترك في تحريف الاديان سواء في النصوص او في تحريف المعاني , ناتج عن بعد الناس عن قراءة كتبها المقدسة , والتواكل على رجال الدين , حتى في النصوص الميسر فهما , رغم ان دورهم ,يقتصر في فقه ما وراء بعض النصوص اي استخلاص الباطن منها ,تحريف فيه دلالة واضحة في اسلوبه ,على ان هنالك عدو واحد مشترك بين الامم وهو الشيطان الرجيم يحقق هذه العداوة اولياءه من الانس الذين يلبسون عباءة الكفر على القيم والسلام بين الامم , ليهدم حضارة الانسان التي تقوم على القيم الانسانية( معاناة البشرية اليوم ) ,وهي المفهوم الاساس للدين(لهذا يحارب الشيطان الدين بتحريفه , ويستغل دوافعه القوية عند الانسان )..............
لقد شاهدت وسمعت العديد من المناظرات بين الاديان وبين طوائف الدين الواحد ,للعديد من الاشخاص وفي معظمها غاب عن المناظرين مفهوم ان الدعوة لله بحسن المجادلة ,وبنورها الذي يخترق حواجز ظلام التعصب ويفك اغلال التضليل المتراكمة على القلوب والعقول, ليحررها من التعصب للذات ,فحرم الكثير من الهداية ,وان اروع ما شاهدته واقوى قصص المناظرات ,مناظرة الانسان لنفسه في معرفة الحق من كتابه ,الذي يكشف باطل ما املي عليه ,ان معرفة حقيقة الدين كمعرفة حقيقة ما في اعماق البحار , من خلال الغوص فيها او مشاهدة تصوير حي صادق لها...........