15-10-2018 09:14 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
كان يوما حافلا بنشاط اجتماعي محلي حيث التقيت بأشخاص على هامش هذا اللقاء كان من بينهم عضوا في مجلس المركزيه وكان كل الحاضرين مشهود لهم بالوطنيه والأمانه وقد دار بيني وبين أحد اعضاء المجلس المركزي حديثا في العمق بحيث كان حديثي معه بصراحه ووجها لوجه وانهالت مني عليه الأسئله بعضها كان من زمن قديم يحيرني واطمع أن أجد له جوابا شافيا حيث وجدت ضالتي عند هذا العضو الذي اجل واحترم فهو صاحب سمعه طيبه يحمل المؤهل العالي وهو مثقف صاحب دين وخلق ومهنه عاليه يحترم الرأي والرأي الآخر له قاعده شعبيه في السلط وخارج السلط وحين فتحت معه حوار جانبي وعلى هامش الجلسه بدا على محياه علامات الترحيب والإرتياح في الحديث معه .
وجهت له اسئله كثيره وكان حين يتحدث عن المركزيه يتحدث بمراره وغضب شديدين لذلك كنت ادخل في الحديث بعض المضحكات كي الطف عنده الجو وأهون عليه كان من داخله وكأنه يحترق ويحس بألم لا يستطيع ان يبوح به الا عند لزوم ما يلزم يتكلم عن المركزيه ويقول نحن لم نكن نعلم بأن المجلس سيكون خالي من الصلاحيات التي بموجبها ومن خلالها يتحرك كل عضو في المجلس وان مجلس النواب يعمل سلبا ضده خوفا على ان يؤثر على قواعده الشعبيه ويسلبها المجلس المركزي لصالح اعضائه في المحافظه .
هذا وأن المجلس يملي عليه وقراراته غير نافذه وهو يتلقى الأوامر وليس بيده أي صلاحيات تخوله أن يتخذ قرار بوزن مسمى المجلس المركزي بل هناك ما هو اعلى منه وهو مجلس المحافظه ويقوده محافظ البلقاء وهو الذي بيده القرار قالها بكل صراحه وشفافيه نحن بالمركزيه مقسمون الى لجان نقوم بالزيارات الميدانيه على الطبيعه في كل انحاء المحافظه ونقدم مقترحات مشفوعه بتقارير من الميدان نقدم هذا الجهد الخلاق لمجلس المحافظه وهو بدوره يقرر كل شيء كلاعب القدم الذي يجول الملعب في كل الإتجاهات ثم يضع الكره امام المهاجم الذي يشوتها ويدخلها في المرمى ويحرز هدفا وباسمه بعد ان تكون قد اتته مقشره .
يتحدث الرجل وبكل مراره عن دورهم في المجلس وقد بدا لي بأن هذا الرجل عضو المركزيه لديه مخزون وطني قل نظيره في هذا الزمان ومن الواضح الملفت أنه يتم التعتيم عليهم اعلاميا ولم تظهر لهم طيلة سنتين من عمر المجلس اي جهد او مشروع يظهره الإعلام ليعلم المواطن في المحافظه بأن هناك فعلا نشاطا وافعالا للمجلس لكنه في حالة مكانك قف حتى ان المخصصات للمحافظه لا يستطيع المجلس ان يطلب ما تحتاجه المحافظه بل يتقرر المبلغ من خارج المحافظه ولا يرسلون "من الجمل الا إذنه " فالمبلغ المخصص يذهب 70%منه لأعمال الصيانه ولا يكفي ما تبقى من المخصص لبناء مدارس ثانويه او مراكز صحيه او أي مشاريع رأس ماليه في المحافظه فهم محكومون ولا يستطيعون ان ينفذوا ما قدموه من مقترحات لمشاريع ملحه والتي وردت في تقاريرهم الميدانيه حيث افنوا كثيرا من الجهد اثناء تنقلهم ومقابلتهم مع المسؤولين في داخل السلط وخارج السلط وقد يكون هناك ظلم لمحافظة البلقاء او تكون السلط مستهدفه بحيث ينطبق عليها المثل الشعبي " من لا يجود لك يجود لغيرك " .
هذا وقد اخذ بنا الحديث عن تأثير قرب عمان للسلط فهي محرومه من الإستثمارات منذ القدم فلا مشاريع للسلط منذ اكثر من نصف قرن سوى شارع الستين الذي لم تكتمل مرحلته الثانيه ولا ندري ماهو مصير المرحله الثالثه والتي بغيرها لن يحقق الهدف المطلوب والمستشفى الذي توقف العمل فيه لعدم وجود مخصصات ونفق العامريه الذي خرج من عنق الزجاجه بعد التهديد بالإعتصامات ومشروع المجمع داخل السلط الذي سلبياته اكثر بكيثر من ايجابياته فكان اﻻولى ان يقام هذا المشروع خارج السلط اذا كانوا يريدون للسلط وأهلها الخير والتقدم الحضاري لهذه المدينه التي زاد التقصير بحقها .
أما حجب المشاريع الإستثماريه عن السلط سببه الرئيس هو ضعف رموز السلط امام اصحاب القرار واكتفائهم بتحقيق مكاسب شخصيه فرديه لهم ولأقربائهم ومعارفهم يحققون مكاسب ضيقه وهزيله كأن يحصل على وظيفه بسيطه او قبول او نقل من جامعه الى أخرى هذا كل ما يستطيعون ان يقدموه وبئس هذا كله ولذلك تكون السلط وما حولها دائما في حالة تأخر ولا شيء يشير الى تقدم ولا زالت تعيش على ما حققه لها رموزا مخلصين التحقو جميعا بالرفيق الأعلى عليهم رحمة الله تعالى هذا هو حال السلط التي خذلها رموزها ومن يغيب عن السلط مده طويله ويعود يقول هيه هيه .
ويخرج علينا رئيس بلدية السلط بتصريح يقول حقق صندوق البلديه وفر قدره 6 مليون دينار طيب ما دام مافيه تقدم او تغيير اين يذهب هذا الوفر المالي انتم تتحملون الجزء الكبير من مسؤولياتكم عن مدينة السلط وما حولها لا زالت خدمات البلديه تقتصر على النظافه وتعبيد الشوارع بينما مدن المملكه قد تعدت ذلك منذ سنين الى خدمات الترفيه .
ولقد عولنا على مجلس النواب فكانت خيبة املنا فيه منذ زمان حيث لا ثقه ولا مصداقيه وعولنا على المجلس المركزي لعل وعسى ان يحقق للمحافظه عامه والسلط خاصه مكاسب فوجدناهم مكبلون لا حول لهم ولا قوه حتى صوت وتحرك لم نسمع لهم على الإطلاق فهم مغيبون عن كل المشاهد في المحافظه ومادام الحال كذلك مكبلون وإذا لم يكن هذا حقيقه لماذا لم يعقد مجلس المركزيه مؤتمرا صحفيا يبين ويفصح من خلاله لقواعده الشعبيه ماذا قدم خلال السنتين من عمر المجلس وماهي العقبات والمعوقات التي تعترض طريقه بكل شجاعه وامانه وشفافيه نعم هم مطالبون بذلك لكن بعضهم تحرك باتجاه المطالبه بمساواتهم بمجلس النواب .
لله درك يا محافظة البلقاء لم يبقى لك بواكي فلا شارع الستين اكتمل ولا المستشفى الجديد اكتمل ولا المدينه الصناعيه ظهرت على الواقع واذا كان هناك عمل يذكر فهو بطيء جدا لا يكاد يرى على الواقع كل المحافظات الأردنيه تأخذ حصتها كامله غير منقوصه بهمة رموزها وإخلاصهم لها اما البلقاء المظلومه فحصتها منقوصه وتذهب لغيرها ويقال ان السبب هو تضخم نسبة الكرم والكرماء الفلكي غير الطبيعي في ربوعها .