22-10-2018 08:09 AM
سرايا -
واجهت بريطانيا على مدار نحو 7 سنوات كابوسا مزعجا، كان عنوانه "عصابة الجنس الآسيوية"، بعدما أقدم 20 رجلا، على ارتكاب جرائم اغتصاب مروعة، راح ضحتهم فيها نحو 1400 امرأة.
واليوم أصدر القضاء البريطاني، حكما بالسجن لمدة 220 عاما، بتهمة استغلال المراهقات البيض، والاعتداء عليهن جنسيا، في عدد كبير من المدن البريطانية، وذلك بعد القبض عليهم في أواخر العام الماضي، واستماع المحكمة إلى شهادة 15 فقط من الضحايا.
ويُقدر عدد ضحايا عصابة الاغتصاب بـ1400 فتاة مراهقة، بعضهن لم يتجاوزن سن الـ11 عاما، وتم الاحتيال عليهن بتخديرهن، ثم اغتصبوهن بطرق وحشية، حيث استمرت جرائمهم على مدار 7 سنوات، وبعد المحاكمة التي أُقيمت في محكمة "ليدز كراون".
من هم أفراد عصابة "الاغتصاب الآسيوية"؟
جميع الرجال الذين أدينوا، في هذه الجرائم، باكستانيون وبنغلاديشيون، تركز نشاطهم في عدد من بلدان بريطانيا، ومنها نيوكاسل، روثرهام وروتشديل وتلفورد.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، في وقت سابق، أن الشرطة لم تكن لتتوصل إلى إدانة هذه العصابة، لولا استخدامها لمُخبر سبقت إدانته بجريمة استغلال الأطفال جنسيا، مضيفة أنه تم دفع نحو 10 آلاف جنيه إسترليني، على مدى 21 شهرا، للرجل الذي راقب أفراد العصابة فأرشد عنهم.
وكان من أبرز أحكام القضاء، السجن مدى الحياة، على أحد أفراد العصابة، وهو مفتش شرطة سابق يُدعى "أمير سينغ داليوال" 35 عاما، وقال القاضي إن المتهم ارتكب أكثر الإساءات جرأة في حق الفتيات المراهقات، على مدار 5 سنوات، كما أنه كان يصور مقاطع فيديو لجرائمه، ويوزعها على رجال آخرين.
أما "ساجد حسين"، وهو أحد أفراد العصابة الهاربين من المحاكمة، والمحكوم عليه غيابيا، فتعرفت إليه إحدى الفتيات، البالغة من العمر 14 عاما، وقالت إنه اغتصبها وهي عائدة من المدرسة.
محاكمة أُقيمت على مدار عام 2018
وبعد القبض على أفراد العصابة، في أواخر العام الماضي، بدأت المحكمة في ليدز كراون، بعقد جلسات استماع، استمرت خلال عام 2018، واستمعت خلالها إلى الإساءات التي تركزت في "هدرسفيلد"، وفي غرب "يوركشاير"، وفي السيارات، والمواقف، والمنازل، ومركز "سنوكر" والوجبات الجاهزة، والمنتزهات، وأماكن أخرى.
وقال المدعي العام "ريتشارد رايت"، في مقابلة مع هيئة المحلفين، إن واحدة من الضحايا حاولت الانتحار، فيما اضطرت أخرى إلى الإجهاض بعد أن أصبحت حاملا.
وصرحت المحكمة بأن جميع الضحايا كنّ عرضة للضرر، بسبب العائلة والظروف الأخرى، مضيفة: "بعد أن تم إجبارهن على تناول الكحول والمخدرات، تم اغتصابهن، كما تم الإتجار بهن في مناطق معزولة، أو منازل، بغرض الإعتداء الجنسي من قبل أولئك الذين أخذوهن أو من قبل الآخرين، وكنّ يتعرضن في بعض الأحيان للضرب".
15 فتاة أبلغن من ضمن 1400 ضحية
وفي حديثه بعد هذه القضية، قال كبير المفتشين في شرطة غرب يوركشاير: "أود أن أشيد بكل ضحية تقدمت من أجل الإبلاغ عن هذه الجرائم الشنيعة، وجاهدت في حضور المحاكمات، التي استمرت عاما تقريبا، من أجل الوصول إلى الحكم النهائي".
وأضاف: "نحن نرحب بالإدانات والأحكام التي صدرت، بحق هؤلاء الأفراد المحظورين، الذين عرضوا الفتيات المراهقات للإيذاء الجنسي والجسدي، الذي لا يمكن تصوره".
ووصف القاضي هذه القضية بأنها "مثيرة للاشمئزاز ومهينة"، وذلك في نهاية المحاكمة، التي هزت المجتمع البريطاني.
بداية ظهور القضية عام 2010
وظهرت القضية لأول مرة في عام 2010، عندما تم سجن 5 رجال آسيويين، بسبب جرائم جنسية ضد قاصرات، ووجد تحقيق في عام 2014 أن هناك أكثر من 1400 من ضحايا الاستغلال الجنسي في "روثرهام" بين عامي 1997، و2013.
وأيضا فتحت شرطة "نورثمبريا" تحقيقا رئيسا، بعد تلقي معلومات من العاملين الاجتماعيين وتحدثت في البداية مع 108 من الضحايا المحتملين، وقدمت 20 شابة أدلة تغطي فترة من عام 2011 إلى عام 2014.
وفي روتشديل، أُقيمت محاكمة لـ9 رجال، بتهمة استغلال الفتيات البيض من أجل الجنس، عندما أدينوا في عام 2012، وحكم على العصابة بالسجن لمدد تتراوح بين أربعة أعوام و19 سنة، بسبب جرائم ارتكبت ضد 5 فتيات تتراوح أعمارهن بين 13 و15 سنة، في "روكديل" وحولها بين عامي 2008 و 2010.
وفي "نيوكاسل"، أدين ما مجموعه 17 رجلاً وامرأة واحدة، بتهم تشمل الإغتصاب، وتزويد المخدرات، والتحريض على الدعارة، إلى أن عادت القضية إلى الوعي العام في وقت سابق من هذا العام، عندما بثت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قصص 3 فتيات من الضحايا.
وفي أكسفورد، سجن عدد من الرجال، الذين أساءوا إلى الفتيات المراهقات في سيارة أطلقوا عليها اسم "غووغون"، بما مجموعه 90 عاما في يونيو من هذا العام.