24-10-2018 08:35 AM
بقلم : احمد ابو الفيلات
الأمانة والقوة صفتان لا غنى عنهما فيمن يوكل إليه (او إليهم) أمور رعاية المجتمع والدفاع عن مصدر الرزق والممتلكات، وكلما خلت المجتمعات من جهة قائمة على حفظ الحقوق بأمانة وقوة، كان الانفلات سيد الموقف، وعم الخوف واستبيحت المحرمات، لذلك علمنا الله بما ورد عن ابنة الرجل الصالح من مدين درساً نبني عليه في حياتنا وعلى جميع المستويات، في قوله عز وجل: " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين".
لقد امتلكت قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية "القوة والأمانة" طيلة عقود من الزمن، ودافعت عن مبادئ المملكة الهاشمية وعن مجتمعنا الصابر الوفي لقيمه، وسجلت تحت القيادة الهاشمية بطولات يذكرها التاريخ في القدس واللطرون وباب الواد والكرامة، وعندما فتكت الصراعات والنزاعات بالكثير من الدول من حولنا، ظلت قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية مثالاً للثقة والاحترام لدى كل مواطن أردني.
ومع تغيرات المجتمع كان لا بد للمنظومة الأمنية في المملكة أن تواكب المستجدات الأمنية، وتحاكي نمو المجتمعات، فكانت قوات الدرك، التي جاء تشكيلها من وحي الرؤية الهاشمية الحكيمة، وشيدت بنيانها على أساس متين لموروث أردني عسكري ضارب في العراقة، وارتكزت قوات الدرك في عملها على معايير عالية في المهنية والاحترافية الأمنية والانضباط، وبذل أبناؤها جهوداً جبارة في سبيل الحفاظ على أمن المجتمع، وقدمت للوطن شهداء اختلطت حبات الدم منهم بثرى الوطن الطهور.
ومنذ إعادة تشكيلها قبل عشر سنوات وحتى اليوم، تعاملت قوات الدرك مع مئات المواقف الأمنية الحرجة، واحتفظت خلالها برباطة جأشها بشجاعة وثبات، فمن مشاجرة عشائرية، إلى شغب ملاعب، إلى تجمعات أو تظاهرات حاول بعض الجاهلين بسر العلاقة بين الأردني وأجهزته الأمنية الخروج بها عن المألوف، فكان الرد بثقة وحكمة من قوات الدرك التي تعاملت مع كل هذه المواقف وتخطتها إلى بر السلامة والأمان، وفي الجانب الآخر تعاملت قوات الدرك مع مئات المجرمين الخطيرين من تجار موت ومخدرات، ودعاة إرهاب وضلال، تصدت لهم ودكت حصونهم بيد من حديد، وحمت الأردن من شرورهم، منهم من عرفنا عنه وسمعنا عن نهايته، ومنهم من تم التعامل معه بسرية أمنية عهدناها في عمل الدرك.
وفي هذه الأيام تمضي قوات الدرك في مسيرة عنوانها "القوة والأمانة" تحتفظ بولائها لقيادتها الهاشمية، وانتمائها لوطنها، ونشهد في منظومتها وإجراءاتها ثقافة مهنية متطورة، جعلت منها قوة متميزة على مستوى الإقليم والعالم، فاستحقت قوات الدرك منا كل إكبار وإجلال، واستحق مديرها العام اللواء الركن حسين الحواتمة بقوة طرحه ونهجه القيادي تحية احترام وتقدير، ففي كل يوم تؤكد لنا قوات الدرك بشكل أكبر أنها الذراع الأمني القوي والأمين.
حمى الله الوطن في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى الأعلى للقوات المسلحة، وحفظ جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية، وأدام على الأردن والأردنيين نعمة الأمن والسلام.