25-10-2018 10:58 AM
سرايا -
يرتبط اسم السيارات اللامبورغيني اليوم بعالم الأغنياء والثراء والرفاهية، أما بالأمس فكانت بدايتها متواضعة، بل ربما لم تكن لتوجد أبدًا إذا عملت"الفيراري" بشكل أفضل قليلا.
"فيروتشيو لامبورغيني" كان رجلًا موهوبًا بحق عندما يتعلق الأمر بالميكانيكا، وبعد أن خدم في الجيش الإيطالي في أربعينيات القرن العشرين عاد إلى الوطن وفتح مرآبا.
وفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عندما احتاج والد "لامبورغيني" المزارع إلى جرار، قرر أن يصنع له واحدًا، جمع كل قطع الغيار المناسبة التي وقعت في طريقه وبمهارة وإتقان صنع ما أراد.
بعد ذلك، أراد أصدقاء والده جرارًا أيضا، فتخصص في توفير قطع الغيار من المركبات العسكرية المدمرة، التي خلفتها الحرب، وإعادة تركيبها وتقطيعها للمعدات الزراعية، وكان ذلك في 1949 عندما قرر فتح ورشة تختص بصناعة الجرارات، ثم توسعت أعماله في صناعة مكيفات الهواء وسخانات الغاز.
أعمال "لامبورغيني" جعلته رجلًا غنيًا جدا، دلل نفسه بشراء عدة سيارات رياضية راقية أحبها طوال حياته.
تمتع الرجل بمقتنياته، لكنه شعر بأن كل واحدة منهن تمتلك مشكلة، واحدة تسخن بشدة، والأخرى لها صوت عال، وأخرى مكباحها لم يكن عمليا، سيارته المفضلة كانت "فيراري 250gt"، وعندما بدأ جهاز تعشيق تروس السرعة في المحرك "الدبرياج" يسبب مشاكل له قرر إصلاحه.
اكتشف "لامبورغيني" أنه لا يوجد فرق بين "دبرياج" سيارته الرياضية وبين تلك التي صنعها في الجرارات، فقرر أن يقابل "إنزو فيراري".
بالفعل تمت المقابلة، واقترح "لامبورغيني" على "فيراري" استخدام جهاز أفضل في السيارة الراقية، عند هذه النقطة نحاه "فيراري" بعصاه قائلًا له بغطرسة أن يلتزم بصناعته في المعدات الزراعية التي يعرفها، ذلك أفضل له.
قرر "لامبورغيني" بناء السيارة الرياضية التي يريدها وقيادتها بنفسه، وأنشأ أعماله الجديدة التي افتتحها على مساحة 500 ألف قدم مربع في بولونيا في شمال إيطاليا في 1963، تحت اسم "اوتوبيلي لامبورغيني"، وعرض سيارته الأولى "لامبورغيني 350 gtv" في معرض للسيارات في تورينو.
على الرغم من أن السيارة كان ينقصها المحرك في المعرض لأنه لم يتم الانتهاء منه في الوقت المناسب، إلا أنها لاقت استقبالا حسنا من قِبل النقاد، وواصل "لامبورغيني" إجراء التعديلات والتحسينات، وقدم نماذج جديدة بانتظام.
ميورا Miura، نموذج سيارة لامبورغيني لعام 1966، سُميت بأول سيارة خارقة في العالم، وحفر "لامورغيني" اسمه في عالم السيارات الرياضية وضمن أن اسمه سيصبح العلامة التجارية المعروفة كما هو عليه اليوم.
السيارة كانت ثورية في كثير من الجوانب، مثل مكان المحرك، ثم لحقها في السبعينيات نموذج كونتاش countach، بأبواب تفتح لأعلى.
في نهاية المطاف، باع "لامبورغيني" أعماله التجارية في السيارات الرياضية، بعد أن شهد مشاكل في أعماله الأولى الخاصة بصناعة الجرارات، وتقاعد في مزرعة العنب الخاصة به.
العلامة التجارية واصلت نجاحها عامًا بعد عام حتى مع تغير المديرين والرؤساء، وأخيرًا في التسعينيات اشترتها "اودي"، وهي جزء من مجموعه "فولكس فاجن".
رمز وتميمة اللامبورغيني هو ثور هائج، اختارها "فيروتشيو لامبورغيني" بنفسه واستوحى الشعار من علامة برج الثور.
وتم تسمية العديد من موديلات السيارات تيمنًا بالثيران أو سلالات من الثيران، أو جوانب من مصارعه الثيران، مثل موديل ديابلو Diablo ومورسيلغو murciélago ومورا Miura، وجميعهم على أسماء ثيران معروفة شاركوا في ملاحم مصارعة الثيران.
اللامبورغيني هي قصة ملهمة لكل من يتعرض لقسوة الآخرين، فهذه القسوة هي سبب صناعة هذه السيارة الرائعة، وحتى إن كانت البدايات متواضعة مثل صناعة الجرارات الزراعية، فهي أنتجت في النهاية أول سيارة خارقة في العالم