28-10-2018 09:25 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
انخرطنا كأفراد مجتمع ذكورا واناثا كبارا وصغارا وبطريقة الادمان, انخرطنا بجولاتنا اليومية علي مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك واليوتيوب والتويتر والانستجرام.. بكثير من اوقاتنا, في مثل هذه المواقع نقرأ ونشاهد كثير من البوستات التي منها ما هو على شكل كتابة, ومنها ما هو على شكل صور عليها كتابة, ومنها ما هو على شكل فيديوهات, والمتتبع للمشهد هذه الايام يجد ان مواقع التواصل الاجتماعي قد امتلأت بالعديد من البوستات ذات الصور والمضامين المختلفة, والسؤال الخطير والمهم هنا هو, هل جميع صور البوستات المنتشرة آمنة؟ وهل جميع نصوص البوستات المنتشرة آمنة؟
من الناس من يكتب البوستات, ومن الناس من يقرأ البوستات, ومن الناس من يرسل وينشر البوستات للأخرين كـ(رسائل محوّلة) وهنا تقع الكارثة والمصيبة, فقد تم رصد بوستات على شكل صور تم ارسالها من قبل البعض كـ(رسائل محوّلة) فيها مغالطات وفيها تناقضات وفيها اخلال للقيم والعادات والتقاليد السائدة, وتم رصد بوستات على شكل نصوص وعبارات تم ارسالها من قبل البعض كـ(رسائل محوّلة) فيها افكار مغلوطة, وفيها افكار متناقضة مع الواقع, وفيها معان مُبطّنة, واكثر من ذلك فقد تم رصد بوستات على شكل فيديوهات تم ارسالها من قبل البعض كـ(رسائل محوّلة) فيها الغضّ والسمين, وفيها الصالح والطالح, وفيها البناء والهدم,..وهنا ربما يكون المرسل والناشر لمثل هذه البوستات كـ(رسائل محوّلة) للأخرين لم يقصد الاساءة او المغالطة التي يتضمنها البوست كونه لم يدقق ويتفحص شكل ومضمون البوست, او كونه يجهل ما تضمنه البوست.
وعلى اية حال, فكثير من البوستات بجميع اشكالها, قد صُممت بأيادي خبيثة وبأنياب سامة, هذه الايادي والانياب زرعت بذور العداء لديننا ولعاداتنا ولتقاليدنا وقيمنا السائدة,..نعم كثير من البوستات شكلها مقبول, لكن مضمونها الخفي فيه افكار هدّامة, وفيه غسيل لأدمغة الاطفال, وهدم للنفس, واثارة للمراهقين, وتحريك لمشاعر السخرية والازدراء, او ربما فيها خلع لعرق الحياء, وقد تبين ان البوستات الموجودة على شكل نصوص مكتوبة تبين انها اكثر سُميّة من غيرها, كون الكاتب يُجمّلُ النص بمقدمة وخاتمة مناسبتين وينشر ويبث ويضع ويزرع سمومه داخل العرض وبين السطور, ليأتي احدنا دون وعي او معرفة تامة ويقوم بأرسال هذا النص البوست كـ(رسائل محوّلة) للأخرين.
البطولة, ان نكتب نحن ما نريد كتابته وان نصّور نحن ما نريد تصويره ونرسلها على شكل بوستات للأخرين, كي نضمن صحة وجودة الشكل والمضمون, وكي نتجنب سموم الاخرين,..فنقل ونسخ البوستات بجميع اشكالها كـ(رسائل محوّلة) للأخرين قد يوقعنا بالمحذور, والذي نحن بغنى عنه.
بقي ان نقول: ليس جميع (صور) البوستات المنتشرة وما كتب عليها آمنة, ايضا ليس جميع (نصوص) البوستات وعباراتها المنتشرة آمنة, لذا وجب على البعض الوعي والتدقيق والفحص والحذر عند نشر بعض هذه البوستات كـ(رسائل محوّلة) للأخرين,..ونقول لا شك ان هناك اشخاص يقوموا بتدقيق وفحص جميع البوستات وعلى جميع اشكالها قبل ارسالها ونشرها كـ(رسائل محوّلة) للأخرين, لهؤلاء نقول احسنتم.