29-10-2018 08:12 AM
سرايا - خلصت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأغذية العضوية يصابون بالسرطان بنسب أقل من أولئك الذين لم يأكلوا يوما هذه الأطعمة، لكنها أظهرت أيضا صعوبة إقامة علاقة سببية بين التغذية والصحة.
ومن المستحيل الإثبات بشكل قاطع مخبريا أن هذا الغذاء أو ذاك يقلص خطر الإصابة بمرض معقد كالسرطان.
ويتعين على الباحثين إذا متابعة أوضاع عدد كبير من الأشخاص وانتظار تسجيل إصابات سرطانية لدى بعضهم، أملا في رصد سلوك معين لدى المرضى يمكن تحميله مسؤولية التسبب بالإصابة بعد حصولها.
وأجريت آلاف الدراسات عن التغذية ودورها في أمراض مختلفة خلال العقود الماضية. لكن حتى أهم هذه الدراسات يخضع أحيانا للتشكيك كما حصل مع التجربة الشهيرة التي أظهرت في 2013 الآثار الحميدة للنظام الغذائي المتوسطي في مكافحة أمراض القلب، لكن جرى سحبها من مجلة طبية عريقة هذه السنة بسبب مشكلات في المنهجية المعتمدة.
وفي ما يتعلق بالأغذية العضوية، أجريت دراسة واحدة واسعة النطاق في السابق تتناول أثرها في الأمراض السرطانية حملت عنوان "مليون ويمن ستادي" وشملت 600 ألف امرأة بريطانية في 2014.
ولم تخلص هذه الدراسة إلى أي فرق بين النساء اللواتي يستهلكن الأطعمة العضوية وأولئك اللواتي لا يتناولنها لناحية الخطر الإجمالي للإصابة بالسرطان، لكنها أشارت إلى أن تناول هذه الأغذية يقلص خطر الإصابة بمرض سرطاني محدد هي اللمفوما اللاهودجكينية.
إلا أن الدراسة الفرنسية الحديثة التي أشرفت عليها مؤسسات علمية بارزة بينها جامعة سوربون والمعهد الوطني للبحث الزراعي والمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي، كانت أكثر تفصيلا رغم أنها شملت عددا أقل من المشتركين قارب 69 ألف شخص أكثريتهم نساء. ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "جاما" الأميركية.
وتقوم الفرضية على أن مستهلكي الأغذية العضوية يتناولون كميات أقل من المبيدات الحشرية الاصطناعية في الفاكهة والخضر والحبوب ويقلصون تاليا خطر الإصابة لديهم في ظل الاشتباه بدور بعض المبيدات الحشرية في التسبب بالسرطان.
وبعد الاستعانة بهم، ملأ المتطوعون في هذه الدراسة استمارة تتضمن معلومات عن مستويات الدخل والحركة الجسدية ومؤشر كتلة الجسم والتدخين كما كشفوا عن كميات الأطعمة العضوية التي تناولوها في الساعات الأربع والعشرين السابقة.
ووزعت الدراسة المشاركين إلى أربع مجموعات تبعا لاستهلاكهم للأطعمة العضوية. بعدها جرى احتساب عدد الإصابات بالسرطان في كل مجموعة على فترة أربع سنوات ونصف السنة في المعدل.
ولدى ربع المشاركين ممن أعلنوا أنهم يتناولون الكميات الأكبر من الأغذية العضوية، كان خطر الإصابة بالسرطان أدنى بنسبة 25 % مقارنة مع ذلك المسجل لدى الربع الذي أعلن أفراده أنهم لم يتناولوا يوما أي أغذية غضوية.