حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17281

الحالة اليمنية؛ مسؤولية الحوثيين عن زعزعة الإستقرار

الحالة اليمنية؛ مسؤولية الحوثيين عن زعزعة الإستقرار

الحالة اليمنية؛ مسؤولية الحوثيين عن زعزعة الإستقرار

01-11-2018 10:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بسام الكساسبة
بسام الكساسبة
لأن الحالة اليمنية شائكة ومتداخلة وغير واضحة المعالم للكثيرن، وقبل ذلك اصبحت جزءاً رئيسياً وأساسياً من قضايا الأمة الملتهبة، ولأنه من الصعب تناول هذه الحالة في مقال او مقالين، فسيتم تناولها في عدة مقالات لتشكل مع بعضها صورة واضحة عن طبيعة الصراع في اليمن وأهدافة والجهات الإقليمية والدولية التي تقف خلفه، والمتسببة به والمستفيدة منه.

لا تظهر الازمات والأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية على الساحات المحلية والدولية فجأة، بل بعد ترتيب وتخطيط دقيق ومسبق لها في دهاليز التآمر، ومن ثم توضع الخطوات التنفيذية لإخراجها إلى حيز التنفيذ العملي، لتبدوا وكأنها ناشئة بعفوية لا علاقة لها بمن خططوا لها وتأمروا في عتمة الليل، مما يجعل الأمور تختلط على العامة ممن لا يرون سوى ظاهر الأحداث وشكلها الخارجي ونتائجها الكارثية، والأسوأ من ذلك حينما يظهر المتأمرون ومخططو الازمات برداء الابرياء والمتباكين على الكوارث التي جائت كمحصلة لما دبروا له في عتمة الليل، ومن ثم ظهورهم بدور العقلاء والمصلحين في محاولة منهم لوقف مسار الأحداث عند المستوى الذي تتطابق فيه نتائج الصراعات والأحداث مع ما خططوا ورتبوا له.

هكذا هو التآمر الإيراني الحوثي على إستقرار الدولة اليمنية واستقرار باقي دول منطقة الجزيرة العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وقد بدأ هذا التآمرعلى اليمن حينما أعلن رجل الدين اليمني من الطائفة الزيدية بدر الدين الحوثي والد عبد الملك الحوثي (زعيم جماعة الحوثيين حاليا) عن تأيده للخميني عند وصوله للسلطة عام 1979، ثم تطور هذه العلاقة لتأسيس جماعة وميليشيا الحوثي الموالية لإيران عام 1990، لذلك فأحداث اليمن الحالية هي ليست وليدة السنوات الأخيرة، ولا وليدة مرحلة الربيع العربي بل هي حصيلة التآمر الإيراني على مدار الثلاثة عقود ونصف الأخيرة من الزمن، وقد بدأ هذا التآمر يعطي أكله لإيران على هيئة تهديد عسكري وسياسي واجتماعي لمنطقة الجزيرة العربية، يضطلع بتنفيذه نيابة عنها جماعة الحوثيين.

تحالف الحوثيين مع الإيرانيين، هو تحالف المصالح المتبادلة، الحوثيون يصلون إلى السلطة بدعم تسليحي وسياسي وإعلامي ومذهبي من الإيرانيين، وفي المقابل تمكين إيران من تحقيق مشروعها المذهبي التوسعي في المنطقة، وحصولها على موطيء قدم لها في اليمن لتصبح بمكرها وخبثها متواجدة بجوار خصمها الرئيسي المملكة العربية السعودية، ومتواجدة على شواطيء بحر العرب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وقبل ذلك تكون قد الحقت اليمن تحت هيمنتها المذهبية، أما المصالح المشتركة فتتمثل يتكوين تحالف مشترك إيراني حوثي معادي لدول المنطقة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً وإجتماعياً.

هناك تضليل إعلامي مكثف تقوده إيران وأتباعها في المنطقة، وتشاركها به جهات ومنظمات دولية مشبوهة تسعى لإبراز الحالة في اليمن وكأنها عدوان سعودي على اليمن وشعبه، بينما الحقيقة أن هناك مشروع توسع إيراني في اليمن، وهناك حرب تشنها إيران على المملكة العربية السعودية إنطلاقا من الأراضي اليمنية، وما الحوثيين سوى خنجر مسموم بيد السلطات الإيرانية لتطعن به اليمن وسائر انحاء الجزيرة العربية.

الحوثيون هم من فجروا صراعات عسكرية ودموية في اليمن منذ ما قبل أحداث السنوات الأخيرة، فمن سلسلة أعمالهم التي اضطلعوا بها في تخريب إستقرار الدولة اليمنة هو دخولهم بخمسة حروب منفصىلة ضد الجيش اليمني ما بين عامي 2004 و 2009 إثناء حكم الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، كما إنتهزت هذه الجماعة المليشاوية حالة عدم الإستقرار التي شهدتها اليمن في أعقاب أحداث الربيع العربي وسقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح للقفز إلى السلطة والإنقلاب على الشرعية والهيمنة على الدولة اليمنية بقوة السلاح، وقد مكنها من ذلك تحالفها مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي قام بعد عزله من السلطة بتسليم وحدات الجيش اليمني لهم مما مكنهم من القيام بانقلابهم على الشرعية والإستيلاء على أجزاء كبيرة من اليمن بقوة السلاح.

والحوثيون هم من تسبب بمقتل آلاف اليمنيين وتشريد الملايين منهم عن مدنهم ومنازلهم وتخريب ممتلكاتهم وتعطيل أنشطتهم التجارية والصناعية والخدمية حينما شنوا حربهم على الشعب اليمن في محافظات صنعاء وإب وذمار وعدن وغيرها في شهري آب وايلول 2014 ، وأسقطوا الحكم الشرعي في اليمن، والغوا الدستور، وحلوا البرلمان اليمني، وشكلوا مجلس ثوري في اليمن، واستمروا في قتال الشعب اليمني الرافض لإنقلابهم وهيمنتهم على الدولة اليمنية، ثم جائت عاصفة الحزم بتاريخ 25/3/2015 التي قادتها السعودية، هذه العاصفة التي وإن لم تستكمل أهدافها بالكامل، إلا أنها أخرجت الحوثيين من أغلب مناطق اليمن، وأفشلت مشروعهم التآمري المشترك مع إيران، الذي يستهدف إستقرار اليمن وسائر دول الجزيرة العربية بأسرها.








طباعة
  • المشاهدات: 17281
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم